خصصت عمودي الأسبوعي، يومه الإثنين، بيومية "الإتحاد الإشتراكي" المغربية، لموضوع يسكنني معرفيا ووجدانيا منذ وعيت على الدنيا، يرتبط بازدواجية إسمي الشخصي. والسبب في تلك الإزدواجية، التي أعتبرها امتيازا، هو أنني ولدت يوم ولد المصطفى الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم. فكان أن ولد تنازع حول اختيار إسمي الشخصي بين والدتي ووالدي. أمي إلى اليوم، لا تناديني بغير ما اعتبرته اسما وهبتني إياه السماء (مولود/ ميلود، حسب السياقات اللغوية والثقافية مغربيا)، بينما أبي انتصر لإسم السلالة والأجداد، كوننا نلقب في المناطق القبلية الأمازيغية بين قمتي سيروا وتوبقال، ب "إد لحسن" أي "آل لحسن". فوجدتني موزعا بين سلطتين رمزيتين حاسمتين في وجودي، سلطة الأم وسلطة الأب، على مستوى إسمي الشخصي. مثلما كان ذلك سببا في قدح السؤال للفهم والمعرفة عن السبب في ذلك التنازع بين "إسم السماء" و"إسم الأرض"، الذي شكل مدخلا لأعيد تمثل ما يحكم ثقافتنا السلوكية المغربية كمغربي أمازيغي عربي مسلم.
للحقيقة، فقد سعدت دوما بأنني أسكن تحت إسمين شخصيين، ومارست بمكر لعبة التخفي بين هذا الإسم وذاك، بين سلطة الأم وسلطة الأب، بين تأويل السماء وتأويل الأرض. ووجدت بعد سنوات من محاولة الفهم، أن الإسم الشخصي في كل الثقافات بالعالم هو عنوان وصفة لصاحبه قيميا ومعرفيا. وأنه عموما في الحضارات الغربية فالإسم وظيفي أكثر مرتبط بالطبيعة والأشياء والألوان والأمكنة، بينما هو في الثقافتين الإسلامية واليهودية ديني بامتياز (لهذا السبب نجد عند أبناء هاتين الثقافتين أسماء الأنبياء والرسل: محمد، موسى، هارون، يوسف، نوح، يعقوب، سليمان، إبراهيم وهكذا...).
قدريا، في عيد المولد النبوي هذا العام، تصادف التاريخ الهجري مع التاريخ الميلادي، نحن في 12 ربيع الأول 1438 وأيضا في 12 دجنبر 2016. وأنا ولدت صبيحة يوم الأربعاء 12 ربيع الأول 1384. بالتالي فإن احتفالية هذا العيد الذي مغربي بامتياز، لأن فتوى الفقيه السبتي العزفي في القرن 11 الميلادي هي التي دشنت بداية الإحتفال به، هي دوما ذات معنى خاص في وجودي البسيط الزائل. لأنها تمنحني متعة أن أسكن دوما بين إسمين.
كتاب الرأي