الأحد 8 سبتمبر 2024
رياضة

ملاعب كرة القدم: إغلاق الملاعب.. إصلاح الملاعب.. لعب في لعب

ملاعب كرة القدم: إغلاق الملاعب.. إصلاح الملاعب.. لعب في لعب

الديربي "العالمي" البيضاوي بين الرجاء والوداد سيقام بأكادير، بعيدا عن مدينة الدار البيضاء بحوالي 500 كلم، ومن المؤكد أن آلاف من جماهير الفريقين ستسافر نحو الجنوب لمتابعة اللقاء الكروي، هذا الحدث سيكلف الفريقين والجمهور تبعات مادية نفسية ومعنوية، والسبب أن القائمين على شأننا الكروي لا يهمهم أمر الملاعب الرياضية وحالتها المزرية، في ظل تفويت صيانتها لشركات لا تقوم بمهامها في الوقت المطلوب وبالجودة المطلوبة، وأبانت عن فشلها الذريع في هذا الشأن.

ملاعب كرة القدم بنية استقبالية رياضية صرف عليها المغرب من أموال الشعب أغلفة مالية خيالية، مثل مركب محمد الخامس، ومركب الأمير مولاي عبد الله، والملعب الكبير بطنجة، وملعب مراكش،.... لضمان تنافس كروي وفرجة للجماهير العاشقة "للجلدة" تحترم فيها كل شروط التباري، بين كل الأندية وفرقها الكروية، وتعكس صورة المنتوج الرياضي الذي يضخ في صندوقه الشعب المغربي كل تعابير التضامن والفرح والوطنية الصادقة.

هذه الملاعب الرياضية تشكو اليوم من عدة مشاكل مرتبطة بالصيانة والإصلاح وتجديد بنياتها ومرافقها وأرضيتها، وكأن حال القائمين على شؤون كرتنا المغربية، "قطعو الواد ونشفو رجليهم" ولا يهمهم أمر مركباتنا الرياضية، بعد أن أصيبت أعين مصالح وزارة الشباب والرياضة بالحول وانتقلت عدوى العمى للشركات المعنية بالصيانة والمراقبة، ولم تعد تبصر الإهمال والتقاعس الذي أدى إلى إتلاف التجهيزات الرياضية، والكراسي، وتدمير تجهيزات المرافق الصحية أو المستودعات الرياضية، أو أرضية الملاعب.

في كل حين ولحظة يطفو على سطح المشهد الرياضي قرار يقضي بإغلاق ملعب لكرة القدم بمدينة معينة بذريعة الإصلاح، مما يخلق متاعب جمة للأندية وفرقها الرياضية القريبة من ذات الملعب، ويربك حسابات مسئولي الفرق على جميع المستويات المادية والمعنوية والنفسية، بعد تحديد الملعب المضيف في مدينة أخرى قد تبعد بمئات الكيلومترات، حيث يقف هاجس التنقل وكراء الفنادق والتغذية ومصاريف أخرى، وتزداد محنة الجماهير المشجعة لفرقها مع السفر ومشاكله وما ينتج عن ذلك من اضطرابات أمنية ولوجيستيكية.

هنا ينتصب سؤال ربط المسئولية بالمحاسبة على مستوى "الشركة" التي تتحمل مسئولية صيانة الملاعب ومراقبة مرافقها وبنياتها، أين كانت عين المسؤول الإداري والتقني المتتبع لحالة ملاعبنا الرياضية؟ أين هي لجن المراقبة والتفتيش التابعة للوزارة المعنية؟ وأسئلة أخرى مقلقة وحارقة تستدعي الإجابة عنها من خلال وخز ضمير القائمين على شأننا الرياضي بإبر وحقن المواطنة.

لن نشرح الإشكال القائم أكثر مما شرحه ملك البلاد في خطابه أمام نواب الأمة عن إفلاس الإدارة في القيام بواجبها المنوط بها..