الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى العراقي:الجزائر والقمة الإفريقية العربية

مصطفى العراقي:الجزائر والقمة الإفريقية العربية

حملت الجزائر صنيعتها الجمهورية الوهمية في حقيبتها إلى القمة العربية الافريقية المنعقدة ببلامو عاصمة غينيا الاستوائية . وكعادتها أصر نظام بوتفليقة أن يفرض على هذا اللقاء الذي يعقد بالتناوب بين العالم العربي وافريقيا أن يفرض عليه جمهورية لاوجود لها إلا في حسابات الجزائر ومصالحها الاقليمية . وبعد أن رأت أن القمة ستنفجر ادعت بان الامر يتعلق براية الانفصال ليس الا...

المغرب المتشبث بوحدته الترابية وبمغربية صحرائه قرر الانسحاب من هذا اللقاء الذي موضوعه "التنمية المستدامة والتعاون الاقتصادي" بعد أن احتج رئيس وفده . احتجاجا على السلوك الجزائري انسحبت كل من المملكة العربية السعودية والامارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وسلطنة عمان وقطر والاردن واليمن والصومال . إذ لم تجد المساعي التي بذلها أكثر من طرف في ثني الجزائر على موقفها الذي ما هو الا تعبير عن عدائها للمغرب .
ودون شك فإن القمة العربية الافريقية التي تعثرت اشغالها قبل أن تنطلق لن يكون لها من نتائج في مستوى انتظارات شعوب القارة والعالم العربي . لأن الجزائر المريضة رئاسيا وسياسيا واقتصاديا لم يعد يهم مؤسستها الحاكمة سوى مضايقة المغرب حتى وإن ادى ذلك إلا فشل مؤتمر أو لقاء أو مناسبة ذات بعد اقليمي أو دولي.. اليوم لم يعد لهذه الجزائر التي تتفاقم مشاكلها الاجتماعية وتتخبط في أوحال فساد الصفقات والمشاريع والمؤسسات لم يعد يهمها تنميتها المستدامة فبالاحرى تنمية قارة ومجال جغرافي يمتد إلى المشرق العربي. لم يعد للجزائر التي تعيش على عائدات النفط والغاز من انشغالات كي تنزع فتائل قنابلها الاجتماعية المتواجدة في أكثر من منطقة بربوعها سوى أن تفرض صنيعتها وتقحم فقرة تؤيد طروحتها في بيان أو خطاب أو توصيات...
لقد بذرت الجزائر زمنا ثمينا قدره أربعة عقود أهدرته بسخاء بدل أن توظف أموال شعبها من أجل الرفع من مستوى عيشة وتحسين ظروف بنياته وهي التي تجلس على خزائن تذر أكثر من خمسين مليار دولار سنويا ..وهذا التبذير كان له ايضا تأثير على المغرب العربي الذي عطلته وأوقفت قطاره وأجهضت طموحات شعوبه في التكامل والاندماج الاقتصادي..
والمثير أن السلوك الجزائري يتزامن والديناميكية التي تعرفها القارة الافريقية من أجل البحث عن سبل التنمية والحد من انتشار الفقر والهشاشة وإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية وإقرار السلم وحل النزاعات ... إن الجزائر بهذا السلوك المرضي تقف في وجه هذه الديناميكية وتسعى لعرقلة كل الجهود الافريقية والعربية لخلق مجال يمتد بين قارتين يفتح آفاقا جديدة للتنمية بكل أوجهها.