الأربعاء 27 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

مصطفى ملكو: وصل السّيلُ.. وطَفَحَ الكيل؟

مصطفى ملكو: وصل السّيلُ.. وطَفَحَ الكيل؟

لسْتُ من الذين يَرْمون بالرَّضيع مع الماء الوَسِخ؛ لكنّه التذمّر والإحباط ممّا ٱل إليه حزبٌ كان صَرْحاً فهوى من فَرْط التشرذم والحرب بالإشارات والهمز واللّمز قَتلا جُوّايَ معنى الرّمز الاتحادي.

أنا الاتحادي بالسّليقة والفِراسة وليس بالاكتساب، أنا الطفلُ ابن العاشرة ربيعاً الذي شاركَ بداية الستينيّات في حملة المعطي بوعبيد المُرَشّحِ الاتحادي باللون ''الحَجْري'' (قُدَّ مِنْ حَجَرٍ) ضدّ مرشّح ''لَفْديك'' الذي كُنّا ننعته ''بالصَّفْراء'' وما زلت أشعر بالحنين لتلكم الأيام الخوالي الخالدة كُلّما مررت بقرب صالون حلاقة المرحوم الحاج عبد القادر الشافعي بدرب غلّف الذّي كان بمثابة مقرّ و خليّة نحل للاتحاد...

سأعيش وأموت اتحادياً رغم الدّاء والأعداء مع التأكيد على تساؤلي ''أليسَ في الاتحاد الاشتراكي اليومَ رَجُلٌ حكيمٌ بقادرٍ على رأب الصّدْعِ وعلى إصْلاح ما أفْسدته سلوكيات أصحاب اليقينيّات واليَنْبَغِيّات والحقائق المُنَزّلةLes vérités révélées ؟

لا مناصّ من أن يجالس الاتحاديون بعضهم البعض ويصغون لبعضهم البعض للتوصُّلِ إلى توافقات في حدودها الدّنْيا وذلك أضعف الإيمان.

يحز في نفسي أن أصبح الاتحاد عرضة للتندر، يُسَرُّ له خصوم الديموقراطية و خصوم المغرب المتَحَرِّر من قيود الحِجْر والوصاية والتبعيّة الاقتصادية والارتهان.

بدون تواضع مُزَيّف، أنا أحاول دوما أن أكون رافعة للفكر الاتحادي المتجدّد ولن أرْضَ ما حييت أن أكون من الذّباب الّلي يعتاش على موائد قيّادة الاتحاد، مع اللّسْعِ فيها من تحْتِ الحزام!!