مرت 41 سنة على استرجاع الصحراء من أيدي الإسبان وطيلة هاته المدة حاولنا جاهدين إلحاقها بالوطن الأم، فكانت المخططات التنموية والبرامج التأهيلية في منطقة تزخر بخيرات طبيعية تفوق بكثير حاجيات سكانها.. فالثروة السمكية والفوسفاط لوحدها كفيلة بجعل ساكنة جهة الصحراء تعيش في بحبوحة بعيداً عن أية مزايدة سياسية فهم حكموا اختيارهم بأنهم جزء لا يتجزأ من المملكة المغربية، وما عدا ذلك فهو حالة شاذة كتلك التي تطالب بالجمهورية في المغرب وأخرى ترفع علم عبد الكريم الخطابي في الريف وثانية تكتب شعارات انفصالية بتطوان.. واليوم تعود ذكرى 6 نونبر وهي تحمل معها أسئلة عدة لمسؤولي هذا البلد ماذا قدمتم للعنصر البشري من تأطير وتكوين وتأهيل؟؟ كيف دبرتم ملف العودة؟ فهاته القنبلة الموقوتة تنذر بالانفجار في أية لحظة أفواج المعطلين تتزايد والإحساس بالغبن يتزايد ونحن مستهدفون والكل ينتظر زلة واحدة ليغير الاحتجاجات إلى مطالب سياسية معاناة الطلبة تزداد مع جامعات الداخل، إذ أصبح الطالب الصحراوي غير مرغوب فيه وأصبح غريب في وطنه.
6 نونبر تسائل مسؤولي الدولة عن مصير ملايير الدولارات التي يفترض أنها صرفت على تنمية الأقاليم الصحراوية، بينما هي ذهبت لجيوب البعض.. والدليل أنه ما من شخص تحمل مسؤولية في الصحراء إلا وظهر اغتناء فاحش على ابنه أو ابنته أو زوجته، وبين عشية وضحاها بات يمتلك فيلا في أكادير وبيتا في مراكش ومنزل اصطياف في بوزنيقة.. فإن أشدنا بتقرير مكتب محاربة الغش الأوروبي بخصوص المساعدات الموجهة لمخيمات تندوف وجب بالمقابل فتح تحقيق في ما يقع في الصحراء من نهب وسلب باسم الصحراويين المغاربة.
6 نونبر تعود لطرح سؤال جوهري: أية استراتيجية لتدبير ملف الصحراء من الداخل بإشراك أهلها؟؟ فنجاح التدبير الخارجي لا يكفي مع وجود متربصين بوضعنا الداخلي في ظل وضع دولي لا يأتمن جانبه.