الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

أشرف بن الجيلالي: سيادة الإمام الفاضل القزابري

أشرف بن الجيلالي: سيادة الإمام الفاضل القزابري

فعلا ترددت بأي الصفات أخاطبك، هل بصفتك إماما وخطيبا يصلي خلفه الآلاف من المؤمنين في المسجد أم بصفتك الجديدة الناطق الرسمي باسم الله على الفيسبوك.

قرأت تدوينتك على الفضاء الأزرق التي أثارت الكثير من اللغط، حيث وصفت العري الفاحش بالظاهرة في الشتاء والصيف، مستحضرا العبارة الكريمة من رحلة قريش. وقد رأى الكثير أن فيها جرأة غريبة وتحديا سافرا الناس .
كيف عرفت كل هذا العري أقصد عري الفتيات والنساء والجميلات وأنت مأمور بغض البصر؟ ديننا الحنيف أوصانا بغض البصر، فهل غضضت بصرك؟
لاأعتقد، وإلا لكانت تدوينتك افتراء على الله والرسول والمؤمنين، لأنك تستنكر شيئا تدعي أنك رأيته. ما علينا، أنت حر في أن تعبر عن ردة فعلك تجاه ما تراه غير مناسب لذوقك أو لتفكيرك، لكن ألا تعلم يا سيادة الإمام أنك لست حرا أبدا في إعلان مواقفك الشخصية وأنت تجر خلفك الآلاف من المتأثرين بك… فأنت بتدوينتك تنشر الفتنة والحقد. وحسنا فعلت حين حذفتها مباشرة بعد الخطاب الملكي. لأن جلالة الملك كان واضحا جدا في خطابه الأخير، وكأنه يقصد أمثالك، حين قال “إن الذين يدعون للقتل والعدوان، ويكفرون الناس بغير حق، ويفسرون القرآن والسنة بطريقة تحقق أغراضهم، إنما يكذبون على الله ورسوله”.  وهذا هو الكفر الحقيقي والظلم العظيم، مصداقا لقوله عز وجل: (فمن أظلم ممن كذب على الله وكذب بالصدق إذ جاءه، أليس في جهنم مثوى للكافرين). هل لسيادتك أي اعتراض على هذا الكلام؟
إن أكبر فساد أيها الإمام هو فساد العقل. هل تعلم أن أفغانستان دولة طالبان التي استوحيت منها نظرتك إلى النساء في المجتمع تحتل الرتبة الأولى في العالم فيما يتعلق بالتحرش الجنسي. وتأتي بعدها دولة الأزهر الشريف في المرتبة الثانية.
أرجوك أيها الإمام أن تبحث عن فتاة أفغانية تدعى كوبرا خادمي صنعت درعا حديديا مكونا من صدر كبير ومؤخرة، وارتدته في شوارع كابل احتجاجا على وباء التحرش في أفغانستان. فهل العيب في البرقع الأفغاني أم في عقلية الرجل الأفغاني؟
لو كان هناك لباس فاضح كما وصفته أنت بنبرة يتخيل بها المرء أننا في تايلاند أو البرازيل لتدخلت السلطات المختصة. هناك فصول قانونية تعاقب على ذلك ربما أنك نسيت أننا في بلد ملكها هو أمير المؤمنين.
قد يغيب عن ذهنك أن من وصفتهم بالكاسيات العاريات هن طبيبات ومهندسات ومديرات وأطر تخدم الدولة بمعناها الصحيح، غير خدام الدولة من منظور السيد حصاد الذين يستهويك وقوفهم للصلاة خلفك.
أطلب منك تصفح بعض صفحات الجمعيات الخيرية التي تنشط في العمل الإنساني، وهي تركب الصعاب من أجل الوصول إلى الجبال والقرى المعزولة عن العالم كي توصل مساعداتها لساكنة مهمشة محرومة… أرجوك أن تفعلها، وسترى نساء محجبات جنبا إلى جنب مع نساء ممن وصفتهن بالكاسيات. ربما تتعلم من ذلك أن الله جعل الخير فيهن ولم يجعله فيمن يصلون بالناس لحلاوة أصواتهم وليس لقوة إيمانهم ولتقواهم.

أنت تعلم أيها الإمام بالتأكيد قصة الزانية التي دخلت الجنة بسبب هرة، صدقني… إن العديد ممن كتبت عنهن يطعمن قططا وكلابا، أما عن البشر حدث ولا حرج. وحاشا لله أن أصفهن بالعاهرات.
لقد قالها جلالة الملك، ولعلك فهمت أن تقسيم الناس إلى متقين وفاسقين يؤدي حتما إلى تقسيم مجتمع بكامله، وبلاد بكاملها… ولعلها فتنة أشد من فتنة مراهقات يرتدين سراويل ممزقة من الركب.

أيها الإمام، لم تهتز لك شعرة من نخوتك بعدما احترقت مي فاطمة، واهتز شعرك حين تعرى ساق امرأة لا تعرفها. لم نسمع لك صوتا أنت الإمام الخطيب عن خدام الدولة، بينما علا صراخك حين رأيت ضفيرة خادمة بائسة.

أيها الإمام، لا تحاسب الناس بالمظاهر، فالله الوحيد الذي يعلم خائنة الأعين ما تخفي الصدور.