مات المرحوم عبد العزيز المسيوي ومازالت في حلقه غصة عدم تطبيق قانون منع التدخين في الأماكن العمومية الذي قدمه بداية التسعينيات. مات وأمله لم يحقق إلى اليوم مثل الكثير من القوانين التي تشرع ولا تطبق في المغرب.

لكن قبل أن يسلم الروح لبارئها خرج ليعلن بجرأته المعهودة أنه تعرض لضغوطات من أجل التراجع عن ذلك القانون سواء من قبل شركة التبغ أو بعض ناشري الصحف الذين ذكرهم بالإسم، كانوا بحسبه متخوفين من حرمانهم من عائدات الدعاية، إلى درجة أنهم اشتكوه لرئيس حزبه المعطي بوعبيد لولا عدم اكتراث الأخير لتلك الشكايات.

ومع ذلك، يبقى أهم فيصل في الموضوع، كما قال المرحوم، هو لما علم الملك الراحل الحسن الثاني بالقانون وسأل عما إذا كان واضعه مدخنا أم لا، ولما بلغه الرد بالإيجاب، انتظر إلى أن عاد سنة 1996 من رحلة لأمريكا ويسأل مرة أخرى قبل أن يعطي موافقته بتفعيل القانون، وهو متأكد من أن عبد العزيز المسيوي انقطع عن التدخين.

هي إذن اجتهادات وتضحيات بذلها أناس من نواب الشعب وأعلى سلطة في البلد لأجل البلد، وهي إذن عرقلة وصد لكائنات تعشش في الوطن لضرب مصلحة الوطن.