الاثنين 6 مايو 2024
مجتمع

"الميدسين فالمغرب".. حكاية شابة من "الكونفيكسيون" إلى قياس "الطانسيو"

"الميدسين فالمغرب".. حكاية شابة من "الكونفيكسيون" إلى قياس "الطانسيو"

بلدنا الذي يعيش وسط حمى اللقاءات والنداءات الداعية إلى الرفع من المستوى الصحي، وصاحب النوايا الشعبية والرسمية لطي صفحة التجاوزات المهددة لحياة المواطن على غرار ما افتتحت به إحدى اجتماعات المجلس الحكومي، والمتعلق بإثارة حادثة السيدة التي أنجبت مولوها بشارع قريب من مستشفى عمومي. هو نفسه البلد الذي يشهد فيه هذا القطاع ظواهر مرضية بسرعة بكتيرية تبرز بحق المساحة التي مازالت شاسعة بين ما هو واقع والمرغوب فيه. وما الإشارة إلى بعض الوقائع إلا غيض من فيض لما حملته مشاهد درامية رصدتها "أنفاس بريس"، سواء بالمستشفيات العمومية أو المصحات الخاصة أو الأسواق الشعبية لبيع الأدوية والخدمات "العلاجية". لذلك لا يصبح في الواقع غرابة إذا ما تم ارتفاع شأن الخلطات العشوائية وتطورت معها الحالات المرضية قبل أن تلقى من الطب العصري عند استفحالها تلك العبارة المعروفة والمفزعة في الآن نفسه "فات الفوت".

التقتها"أنفاس بريس" وهي تقيس الضغط الدموي، لكن ليس بمستشفى عمومي أو مصحة خاصة، وإنما بمقهى من مقاهي الدار البيضاء. فقد دخلت هذه الشابة البالغة 15 سنة إلى ذلك الفضاء حاملة آلة إلكترونية تعمل على قياس الضغط ودقات القلب، كما أنها مزودة بآلة أخرى لقياس مستوى السكر في الجسم. كان عبد الكريم، البالغ 51 سنة أول من سلم ذراعه للفتاة، قبل أن تنشرح أساريره مبتهجا وهو يقول لصديقه "الحمد الله، القضية عندي بعدا ثابتة".

ومن جهتها، قالت سلوى بأن الإقبال على ما تعرضه كبير جدا، وأحيانا كثيرة يتم من باعث الفضول فقط، مشيرة إلى أن 3 دراهم التي تطلبها لخدمتها تشجع كثيرا الناس. وعن الخلفيات التي كانت وراء اختيارها هذا الأسلوب في كسب رزقها، أرجعت سلوى السبب إلى والدها المريض الذي أهداه ابن الجيران القاطن بفرنسا تلك الآلة.

وتردف، بأنه وبعد خبرتها بكيفية التعامل مع تلك الآلة تفتقت لديها فكرة توسيع عرض خدمتها بالشكل الذي لا يجعلها ودون حرج طلب المقابل "توكلت على الله وبديت كندور فالقهاوي والمحلات التجارية، ومن ثمة لقيت راسي كندخل للدار المصروف وكيشيط لي كثر من داكشي اللي كنت كنتخلص به فالكونفيكسيون".