Thursday 15 May 2025
فن وثقافة

مبدعون و مبدعات ونقاد ينشرون جمال " السرد" بكنيسة بركان

مبدعون و مبدعات  ونقاد ينشرون  جمال " السرد"  بكنيسة بركان أحد المشاركين في ملتقى بركان للسرد ( أرشيف)
اختتمت صباح الأحد 25 مارس 2018 بقاعة الكنيسة بمدينة أبركان أشغال ملتقى أبركان للسرد في نسخته الخامسة، والذي تنظمه سنويا جمعية الشرق للتنمية والتواصل. حملت دورة هذه السنة شعار:"القصة القصيرة المغربية قريبا من النص" وكما كان قد أوضح بلاغ سابق لإدارة الملتقى فأشغال هذه الدورة تبتغيي ملامسة النصوص المقروءة والمشاركة بشكل مباشر، تقديما وقراءة ونقدا وتشذيبا.
يوم السبت 24 مارس افتتح الملتقى على الساعة الرابعة والنصف بقراءة سورة الفاتحة ترحما على روح فقيد الأدب الأبركاني، وعضو الجمعية المنظمة الشاعر والروائي إدريس يزيدي الذي وافته المنية مطلع الشهر الجاري بالديار البلجيكية حيث كان يقيم.
ثم تناوب على أخذ الكلمة كل من نائب رئيس المجلس البلدي لبركان وممثل جمعية البيئة و الإنسان وممثل نادي الرواد الكشفي.
"في البدء كانت الكلمة وكانت الكلمة قصة وكان للقصة قاص يقصها وللقاص ملتقيات يجتمع فيها بأمثاله ممن يملكون تجارب ورؤى" هكذا افتتح القاص محمد الهدار مسير جلسة القراءات الأولى التي ضمت أسماء من مختلف مناطق المغرب: حبيبة الزوكي، علي أزحاف، شكيب عبد الحميد، سعيد ملوكي، عبد الوحد كفيح، أحمد بنشريف، محمد الحفيظي، محمد الشايب، ليلى مهيدرة، اسماعيل البويحياوي، عبد اللطيف الزكري، مريم لحلو، لحسن آيت ياسين، ليلى عبد اللاوي وعادل التكفاوي.
بعد جلسة القراءات القصصية الماتعة زار الحضور المعرضين المنظمين على هامش الملتقى؛ الأول للكتب والثاني للوحات التشكيلية لكل من الفنانين عبد الواحد بنجانة وزكية مركوم وصليحة المجاطي.
وبعد فاصل موسيقي جمع بين العود و الكمان و القيثارة للعازفين رشيد الطاهري وعماد اليوسفي ومحمد بازيا نطلقت الجلسة النقدية الأولى والتي تميزت بمداخلات وازنة للنقاد: نجيب العوفي، والطيب هلو، ومحمد المسعودي، والمهدي لعرج ومن تسيير القاص محمد عزوز.
تناولوا فيها بالدراسة والبحث نصوص قصاصي الجلسة القرائية الأولى.
ليتلوها نقاش مثمر في الجوانب المعتمة في النصوص ومحاورتها بشكل أقرب كما جاء في شعار الدورة.
في صبيحة الأحد تواصلت أشغال الملتقى بجلسة قرائية قصصية ثانية سيرها القاص محمد العتروس وأمتعنا بنصوصها المبدعون والمبدعات: بوشعيب عطران، رشيدة القدميري، عبد الوحد عرجوني، كريمة عيساوي، محمد مباركي، شكيب أريج، سعيدة لقراري، رشيد بلحاج، محمد لغويبي، ميمون حرش، أحمد بلقاسم، هدى أعراب، صخر المهيف، محمد العيادي، وسعيدة الرغيوي.
تلتها الندوة النقدية الثانية بمشاركة النقاد: إدريس كثير وأحمد بوزفور ومحمد دخيسي وحسام الدين نوالي. تناولوا أيضا بالدراسة والبحث النصوص المقروءة في الجلسة القرائية الثانية وكانت هذه الجلسة من تسيير الدكتور مصطفى رمضاني. ليعلن عن اختتام هذا الملتقى في أجواء من الرقي والجمال الباذخ.
بالإضافة إلى هذا البرنامج الغني عرف الملتقى إصدار كتاب تضمن القصص المشاركة، كما عرف مساهمة فعالة لعدد من الجمعيات في إنجاحه سواء إعلاميا بشراكة مع الجمعية المغربية للإعلام والاتصال التي نظمت للملتقى لقاء مع الصحافة يوم الجمعة 23 مارس بمقرها بوجدة، والتي غطت الحدث بأطرها وربطت التواصل مع قنوات وإذاعات وطنية و منابر ورقية وإلكترونية.
وتنظيميا مع جمعيات وآباء وأمهات التلاميذ لمؤسسات تعليمية عرفت لقاءات مفتوحة مع أحمد بوزفور وعبد الواحد كفيح ببركان وعبد السلام الجباري بالركادة، و ورشات لفائدة تلاميذ الابتدائي من تنشيط محمد أكراد الورايني وعبد الغني صراض والشاعر حسن أعبيدو؛ بشراكة مع نادي الرواد الكشفي، وبتوفير فضاء رائع من طرف جمعية البيئة والإنسان ألا وهو فضاء الكنيسة .
التقينا ببعض المشاركين وأخذنا ارتساماتهم حول هذه الدورة فقال الناقد الأستاذ حسام الدين نوالي "أن ملتقى أبركان للسرد يظل من أنجح الملتقيات الأدبية المغربية سواء من حيث رؤيته الواعية في تسطير الشعار والبرنامج أو من حيث حجم الحضور وتنوعه وتغطيته للحساسيات الفنية ولجغرافيا الوطن. ملتقى أبركان يشتغل بإصرار وبطاقم نشيط ومتفان للغاية وفي نكران ظاهر للذات"
وقال القاص صخر المهيف: "مرت أجواء الدورة الخامسة في أحسن الظروف وأبهاها، كانت الدورة تجسيدا عمليا للنضال الثقافي الحقيقي الذي اضطلعت به جمعية الشرق للتنمية والتواصل بركان بكل أعضائها". فيما صرح القاص إسماعيل البويحياوي: "محور ملتقى أبركان للقصة القصيرة المغربية؛ قريبا من النص، مهم جدا ووجيه، وكانت القراءات القصصية والمداخلات النقدية حول النصوص التي قرئت عملية. ذلك ما أبرزته المناقشات والردود في أفق تطوير التجربة".
أما القاص لخضر الورياشي فقد ربط بين اللقاء ومكان اللقاء بقوله: "أجمل قصة كانت في ملتقى أبركان للسرد لهذا العام 2018 هي قصة التقاء مبدعي السرد مغاربة ( المسلمين) في معبد (النصارى). فما لا يؤلفه رجال الدين في التعايش والسلام يؤلفه رجال الأدب".