الجمعة 29 مارس 2024
مجتمع

مصطفى ايت علال : عامل مراكش ناب عن التيار الإخواني بالدولة الذي يصارع الفكر التنويري خدمه لأجندته الحزبية

مصطفى ايت علال : عامل مراكش ناب عن التيار الإخواني بالدولة الذي يصارع الفكر التنويري خدمه لأجندته الحزبية ذ.مصطفى ايت علال، و ذ. رشيد إيلال
بطلب من والي جهة مراكش أسفي( المعفى من المسؤولية )، تم استصدار قرار قضائي من المحكمة الابتدائية بمراكش بموجبه تم مصادرة وحجز كتاب " صحيح البخاري نهاية أسطورة "، لمؤلفه رشيد إيلال، حسب الملف رقم 1108 /1101/ 2017 ، وحيث أن هذا الفعل أثار موجة من التضامن والاستغراب والاستنكار من طرف النخبة المغربية الفكرية و المثقفة والحقوقية والجمعوية، والمدنية.
جريدة " أنفاس بريس " أحالت سؤالا، لعينة من الفعاليات، في هذا الإطار نقدم ورقة الفاعل المدني، مصطفى أيت علال:
++ كيف تلقيتم هذا القرار القضائي ؟ وما هي قراءتكم للتهم الموجهة لمضمون الكتاب والمتمثلة في المس بالأمن الروحي للمواطنين، والمخالفة للثوابت الدينية المتفق عليها ؟
ـ قرار المحكمة الابتدائية بمراكش القاضي بحجز كتاب (صحيح البخاري نهاية اسطورة) بمبرر مسه بالأمن الروحي للمواطنين ولمخالفته للثوابث الدينية ، كان قرارا مفاجئا وغير متوقع بالنظر الى منطوق الدستور الذي يضمن حرية الفكر والرأي والتعبير ، وإلى التقدم الذي حققه المغرب في مجال الصحافة والنشر، وإلى نوعية القضايا المطروحة في الكتاب التي تحتاج إلى الرد عليها بالنقاش الفكري الرصين لا بالعقوبات المضمنة في قانون الصحافة والنشر .
شخصيا وكقارئء للكتاب لم أجد فيه ما يمس بالأمن الروحي للمغاربة، ولا أي مخالفة للثوابث الدينية ، بل وجدت صاحبه مدافعا عن القرآن والرسول،عبر البحث في الثراث الديني عن أصول الخرافات والتطرف وتحقير المرأة وغيرها من المظاهر المتناقضة مع الاسلام .وركز اهتمامه على مرويات البخاري بعرض آراء العديد من الفقهاء فيها،المحدثين منهم والقدامى ، والتي تتفق على رفضها . ما دامت تتناقض مع القرآن ومع العلم والعقل .
ولعل هذا التناقض القائم بين بعض المرويات والنص القرآني والعقل هو ما دفع الأستاذ رشيد ايلال إلى الذهاب إلى حد إلغاء صفة العلم عن علم التجريح وإلى التشكيك في صحيح البخاري .
كتاب رشيد ايلال زادني اقتناعا أن الدين الاسلامي هو دين التسامح والسلام واحترام الانسان ، وأن ما وصلنا من مرويات ليست مقدسة وأنها قابلة للمارجعة والنقد . وأنه بإمكاننا إنقاذ الدين من التحريف وتقديمه بصورة مغايرة لما كونه الغير عنه وخاصة الغرب . والقارئ للكتاب لا شك يلمس هذا التوجه الذي يريد صاحبه الوصول اليه .
إن كبار الائمة القدامى من أمثال الدارقطني أبو الفضل بن عمار الشهيد أبو علي الغساني الجياني أبو بكر الباقلاني، وأبو المعالي الجويني ، وأبو حامد الغزاليو أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين ....قد انتقذوا صحيح البخاري وميزوا بين الضعيف والمكذوب والموضوع في مروياته ،وما تعرضوا للعقاب ،حتى وزمنهم بدون قانون يحمي حرية التعبير.
من اختلف مع كتاب "صحيح البخاري نهاية أسطورة " يجتهد ويكتب كتابا له القدرة على ضرب مضامينه في الصفر ، وما على القارئ إلا الحكم واختيار ما يريد ،أما وأن يتم اللجوء إلى العقاب فهذا أسلوب ضد حرية الفكر ويجعل البخاري في مكانة مقدسة غير تلك التي يجب أن يكون عليها.
حجز الكتاب سيؤدي إلى تزايد الطلب عليه في صفوف من لم يدفعهم فضولهم إلى الوصول إليه قبل قرار المحكمة،بل وسيزداد عدد الباحثين عن حقيقة المرويات بالقنوات الفضائية والمواقع الالكترونية ، وآنذاك لن يستطيع أي إجراء زجري أن يحد من التدفق الهائل للمواضيع ذات الصلة على مواقع التواصل الاجتماعي والجرائد الورقية والالكترونية، وستكون حرية المعتقد من المطالب الملحة المطروحة على المدى القريب .
وإن لجوء الداخلية إلى القضاء يعطي صورة على أنها لعبت دور النخبة العالمة التي لم تصدر إلى الآن أي موقف من الكتاب. بل نابت على الكثير منهم ممن تعود على الكسل،وإذا ما استفاق يكتفي بالسب والاستعلاء والاحتقار.ولا شك إنها نابت عن التيار الإخواني بالدولة الذي يصارع الفكر التنويري خدمه لاجندته الحزبية.