السبت 21 سبتمبر 2024
رياضة

وجدة.. جامعة الجيدو تنزل بثقلها لامتصاص إخفاقات سنين من الصراع بالعصبة الشرقية

وجدة.. جامعة الجيدو تنزل بثقلها لامتصاص إخفاقات سنين من الصراع بالعصبة الشرقية

تدخلت الجامعة الملكية المغربية للجيدو بكل ثقلها، كي تخرج عصبة الشرق للرياضة ذاتها من النفق المظلم الذي دخلته طيلة الموسم الرياضي المنصرم، حين حضر كل من رئيسها و أمين مالها و كاتبها العام، فعاليات الجمع العام العادي السنوي للعصبة الشرقية، المنعقد أخيرا  بقاعة الاجتماعات التابعة لفضاء العصب بوجدة.

دخول لائحتين متنافستين مضمار السباق نحو التربع على كراسي تدبير شؤون العصبة، في ظل وجود صراعات ظاهرية و باطنية بين  كلا الطرفين، كان يوحي مسبقا أن عملية انتخاب رئيس و مكتب جديدين لن تمر في أحسن الأحوال بسلام، ما حذا بالمكتب الجامعي الحضور على أعلى مستوى إلى وجدة،  للتدخل عن قرب لرأب الصدع و تقريب وجهات نظر اللائحتين، و هو ما أفلح فيه المسؤولون المباشرون عن تدبير شؤون الجيدو المغربي، حين فضلت لائحة محمد عبدو الانسحاب من السباق و تزكية لائحة المنافس محمد معلم، و تشكيل مكتب وفاق، يتكون من أعضاء يمثلون اللائحتين معا، يسهر على تسيير العصبة لولاية جديدة من أربع سنوات.

مصدر مطلع تحدث لموقع " وجدة أنفو" عن كون مساعي الجامعة أفلحت في نزع فتيل الأزمة التي مرت بها العصبة خلال الشهور الماضية، و أقنعت الأطراف المتصارعة من جهة، و المتنافسة من جهة أخرى، على تقديم تنازلات و تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة، من أجل مستقبل أفضل لهذه الرياضة بالجهة الشرقية".

و الواقع أن المشاكل التي شهدتها عصبة الجيدو خلال الموسمين الماضيين غير مسبوقة في تاريخها، (.....) و التي انطلقت شرارتها بشكل علني،(....) منذ انسحاب التهامي اشنيور من كرسي الرئاسة منذ أزيد من أربع سنوات، و انتخب بدلا عنه  بوبكر بن بادة العضو الجامعي البارز، و المنحدر من الجهة الشرقية رئيسا جديدا، و الذي لم يعمر طويلا على رأس العصبة، حين  قادت بعض نوادي الجهة التمرد عليه و التخطيط لانقلاب نجحت في الإطاحة به (....) ، ليخلفه عبد الرحمن برشان المدرب الشهير بوجدة، و الذي ظل يقود العصبة ولاية كاملة، قبل أن تطفو على عهده و خصوصا في النصف الثاني من عهدته، مشاكل و صراعات (....)  بلغت حد إصدار الجامعة الوصية قرارا يقضي بتجميد كافة أنشطة العصبة و نواديها.

شكلت عصبة الشرق للجيدو عبر التاريخ نموذجا يحتذى به في التدبير و التأطير و النتائج المشرفة، و كانت دوما تشرف الرياضة بربوع الجهة الشرقية، منذ تأسيسها على يد أبيها المرحوم عبد الرحمن بنكولوش مطلع ستينيات القرن الماضي، و أفرزت أبطالا مثلوا المغرب  أحسن تمثيل في مختلف التظاهرات القارية و الدوليةّ،  من أمثال بنقسو التيجيني، و المرحوم لحسن لحميدي، لحبيب البوعزاوي، و التهامي اشنيور الذي تبوأ أعلى مراتب المسؤولية وطنيا و قاريا و عربيا و دوليا، و لمجون الذي يقود المنتخب الوطني النسوي و فتيحة مفتاح.....و عرف عن هذه الرياضة الأنيقة أنها تسير من قبل الفئة المثقفة و المكونة، و تستقطب ممارسين عقلاء و نجباء، وهو ما بات يفرض على أهل هذه الرياضة العمل سويا على عودة الانضباط في تدبير أمورهم، و مد جسور التواصل بينهم مجددا، حتى تسترجع هذه الرياضة بريقها المعهود و هدوءها المفقود...و هذه هي أولى مهام  و تحديات المكتب الجديد، الذي يقوده محمد معلم،  رئيس و مدرب نادي الإتحاد الرياضي الوجدي، و أحد أبرز أطر التحكيم على المستوى الوطني، بتعاون مع باقي أعضاء مكتبه..مع أمل أن تمر عملية تشكيل اللجان و رؤسائها في أحسن الظروف، حتى يشق الجيدو بهذه الربوع طريقه نحو بر الأمان.