الجمعة 26 إبريل 2024
مجتمع

تفاصيل جريمة مدينة البئر: الجشع والحنين إلى العشق القاتل

تفاصيل جريمة مدينة البئر: الجشع والحنين إلى العشق القاتل تجمهر الساكنة أمام منزل الضحية بالبئر الجديد

مازالت جريمة القتل التي راح ضحيتها الخياط عمر بن هدي (اسم مستعار)، تلقي بظلالها على الشارع بمدينة البئر الجديد. وحسب ما حكاه أغلب من تواصلت معهم "أنفاس بريس"، فإنه "قبل سنتين تقريبا كان الضحية قد تزوج بالمشتبه بها في المشاركة في اغتياله، وأنجبت خلالها طفلا ذكرا، وذلك بعد توريطه في قضية فساد مفضي إلى الحمل". ووفق روايات يتداولها الرأي العام المحلي بالبئر الجديد، فإن قضية هذه الورطة فيها روايتان، الأولى رواية تقول إن "الضحية كان يشتغل خياطا وقصدته المشتبه بها لتعلم الخياطة بمحله الكائن بإحدى أحياء المدينة، وفي أحد الأيام، وهي تتعلم كالعادة، تم إقفال باب المحل من طرف بعض أقاربها والمناداة على الشرطة لتسجيل حالة التلبس  بالفساد". وفي الرواية الثانية المتداولة فإن "الضحية كان قد غادر البئر الجديد إلى مدينة أزمور رفقة المشتبه بها واختفيا عن الأنظار، إلى أن تم الاتصال به هاتفيا من طرف الشرطة بعد تسجيل أسرة المشتبه بها دعوى ضده". وحسب ما بروج بالمدينة، وإن اختلفت الروايتان، فإن هناك اتفاقا على أن الزواج تم بعد "ضغوطات تعرض لها الضحية بعد مواجهته بتهمة الفساد المفضي للحمل".

عدة مصادر من مدينة البئر الجديد أكدت أنه فعلا "تم الزواج بين الضحية/ الخياط والزوجة المشتبه فيها، ورزقت بمولود ذكر، وعمت الفرحة في البيت، وعاشت الأسرة الصغيرة حياة عادية كما عاينها المعارف والجيران". ويحكي البعض أن " لزوج المجني عليه، مشهود له بلطفه وطيبوبته، وإنفاقه على أسرته". وأكد البعض أن "الهدوء والسكينة كانا يعمان وسط البيت دون تسجيل مشادات كلامية يمكن أن يصل صداها خارج البيت". مرت الأيام والشهور والأسرة تترقب "بناء منزل على البقعة الأرضية التي تمكن الخياط/ الضحية من شرائها مؤخرا مناصفة مع أحد اصدقاءه، علما أنه تحدى ظروف الفقر واليتم المبكر، حيث فقد والده وعاش مع عمه".  ولا شك أنه كسائر الآباء، كان ينتظر بشوق الاستقرار ببيت يملكه، عوض أن يبقى متنقلا بين "منازل الكراء" التي كان يضطر إلى تغييرها بطلب من الزوجة، مثلما حدث آخر مرة"، وفق حديث الشارع والمقاهي بالمدينة.

الاختيار الجديد للاستقرار، كان بالقرب من بيت أسرة المشتبه الرئيسي في جريمة القتل "عبد العالي بن كبور" (اسم مستعار)، وهو جار يبلغ من العمر 30 سنة، ينحدر من مدينة الدار البيضاء، يشتغل صباغا، وسبق وأن قضى مدة سجنية عقابا له على جرح ارتكبه بواسطة السلاح الابيض. وحسب المتتبعين لخيوط العلاقات الاجتماعية للضحية والمشتبه فيه فإن هذا الأخير "ربط علاقة صداقة مع الضحية وأصبح يتردد على ورشة محل الخياطة". إلا أن نفس المتتبعين أكدوا في حديثهم أنه قد "ظهرت بعد ذلك قطيعة بين الخياط والصباغ، لكن دون أن تصل إلى مستوى التوتر المفضي إلى الخصام". لكن بعد مرور أكثر من ثمانية أشهر على حلول أسرة الضحية بالمسكن الجديد، وقعت جريمة قتل في الساعة الواحدة صباحا من يوم الجمعة 12 يناير 2018 ولم تتلق مفوضية الشرطة بالبئر الجديد الخبر من زوجة القتيل إلا بعد مرور 6 ساعات.

بعض المتتبعين لملف هذه الجريمة البشعة يطرحون عدة أسئلة جوهرية وهي: "كيف يمكن لزوجة أن تسكت عن جريمة قتل مدة 6 ساعات، جريمة أودت بمعيلها الأساسي زوجها الخياط؟"، مع العلم أنها ادعت، حسب ما يروج، بمدينة البئر الجديد بأنها "قضت ستة ساعات مكبلة اليدين ومكممة الفم"، فضلا عن "اغتصابها عدة مرات من طرف الجاني بعد أن طعن جارها زوجها عدة طعنات بمدية حتى لفظ أنفاسه الأخيرة".

وحسب الروايات نفسها بالبئر الجديد "ففي تمام الساعة الخامسة من فجر يوم الجريمة عاد المجرم إلى بيته يحمل آثار جرح ودم على مستوى الوجه، وغادر أمه دون أن يحكي لها عما وقع، وأخذ وجهة مجهولة.... بينما زوجة الضحية توجهت بعده إلى ورشة محل زوجها الخياط وأخذت من هناك بعض الوثائق وأشياء أخرى، ثم راحت إلى أهلها وبعد ذلك توجهت صوب مفوضية الشرطة". هذه الروايات التي يحكيها المواطنون بالمدينة ارتبطت بسؤال عاطفة الزوجة "لماذا لم تقم بإعلام الجيران بحادث القتل/ الجريمة، وما السبب في عدم  قيامها برد فعل طبيعي مرتبط بالصياح والعويل وما شابه ذلك، لإخبار الجيران وطلب النجدة".

وعن كيفية ولوج المشتبه به لبيت الأسرة تروج رواية تقول بأن "المشتبه به تسلل عبر بهو المنزل بعد خلود الضحية للنوم..". وفي رواية أخرى تحكي الألسن أنه "دخل عبر الباب بمساعدة الزوجة أو بواسطة مفتاح سلمته له من قبل". وفي الروايات الثلاث هناك إجماع بين ساكنة البئر الجديد على أن هناك "تواطؤ بين الزوجة والجار/ الصباغ ". ومن الأدلة التي ترجح فرضية التواطؤ هذه هو أن الرأي العام المحلي يتساءل عن أسباب "ترك الزوجة ابنها ببيت أسرتها تلك الليلة"؟

هنا تنتصب أسئلة مهمة في سياق تتبع خيوط هذه الجريمة الشنعاء فما الذي جعل "الزوجة تقدم على الانتقام من زوجها الخياط، وهو الذي احتضنها وابنها وسامحها على الورطة التي أوقعته فيها؟ وسيسكنها في بيت جديد" يعتبر بالنسبة للأسرة المغربية "حلم لكل زوجة تتوخى الهدوء والاستقرار والاطمئنان للمستقبل؟". الجواب تتقاسمه الكثير من تفسيرات راديو مدينة البئر الجديد، فالجاني في رأي المواطنين "ما هو إلا المسؤول الأول عن اغتصابها الذي رفضت ذكر اسمه خلال التحقيقات التي أجرتها الشرطة القضائية لما اتهمت أسرتها الضحية "الخياط" بمسؤوليته عن الحمل، قبل سنتين وصرحت أنها نسيت من افتض بكارتها".

فهل كان اختيار السكن بالقرب من الجاني أمر مخطط له، يتم فيه إحياء الحب الأول والعشق الممنوع، وإعداد الخطوات اللازمة للتخلص من الزوج مادام يتوفر على رصيد مالي وبقعة أرضية ومحل للخياطة، والإرث من حق الزوجة والابن يستطيع أن يجمع شمل الابن مع والده الحقيقي؟؟

تلك بعض الروايات التي تتداولها الأخبار المحلية، ويبقى للقضاء الكلمة الفصل في تأكيدها أو تكذيبها.

ملاحظة: الزوجة رهن الاعتقال بعد أن تم إعادة تثميل الجريمة ببيت زوجها/ الضحية، وما زالت تخضع للبحث والتحقيق بمعية الجاني الذي اعتقل بدوره في انتظار كلمة القضاء.