الثلاثاء 23 إبريل 2024
كتاب الرأي

الحسن زهور: أين التهاني بالسنة الأمازيغية يا أيتها الصحف الوطنية؟!

الحسن زهور: أين التهاني بالسنة الأمازيغية يا أيتها الصحف الوطنية؟! الحسن زهور


عمت عاما جديدا وطني، سلام عليك وطني الحبيب، مع إشراقات فاتح السنة الأمازيغية أهدي إلى أبناء وطني أخلص التهاني، أهديهم متمنياتي بالتنمية و السلام و التقدم و الرجوع إلى الوطنية المغربية بدلا من استجداء الشرق ليجود عليهم بما لا يملكه هو.

فالوطنية المغربية هي ما ينقص الكثير ممن رضعوا من أثداء الشرق سواء القومية منها أو الإسلامية فأصبحوا غرباء عن ثقافة هذا الوطن رغم ادعائهم بالإنتماء إليه.

فابسط مقومات الوطنية أن تهنئ مواطنيك بحلول أعيادهم، و من حسن الأخلاق و نبل القيم أن تقدم التهاني في المناسبات لأبناء وطنك، أما أن تتجاهل أعياد مواطنيك و لو بتهنئتهم فتلك هي الوقاحة التي ليست بعدها وقاحة لأن ذلك يظهر أن التهاني تقوم عندهم على أساس العرق أو الدين و ليس على أساس المواطنة.

تصفحت أغلب الصحف الوطنية (الأخبار، أخبار اليوم، الأحداث المغربية، الصباح، المساء، الاتحاد الاشتراكي) ليومي السبت و الأحد فلم أجد فيها ما يربط هذه و هؤلاء بالوطن، انتظرت كمواطن مغربي تهنئة بحلول السنة الأمازيغية التي يحتفل بها المغاربة ليلة فاتح السنة الأمازيغية "ئض ن يناير" والموافقة لليلة 14 يناير فلم أجد ما يربط هذه الجرائد بوطنها، في حين ملأت صفحاتها الأولى بالتهاني عندما حلت السنة الهجرية و بعدها السنة الميلادية.

السنة الأمازيغية تقويم مرتبط بهذه الأرض، هذه الأرض التي احتضنتنا كما احتضنت آباءنا و أجدادنا، نعيش فيها بمختلف توجهاتنا الإيديولوجية و السياسية و الفكرية لكنها تحتضننا جميعا على اختلافاتنا، فأن ننكر او نتجاهل الإحتفال ببداية دورتها السنوية أي بتقويمها هو بمثابة إنكار و جحود لها، و لا يجحد الفضل إلا من تجردت نفسه من القيم الإنسانية.

قرأت لأحدهم يقول بأن السنة الأمازيغية بدعة ما عرفها الأجداد، فسألته (لعل السؤال يصله) و هل تعيش حقا في المغرب ام في سوريا ؟ سوريا المدمرة بالحرب الضروس بين القوميين و الإسلاميين، فهل هذا ما يريد "الكاتب" الذي طلع علينا من احدى القنوات المغربية طالبا تعيين خبراء لتحليل جينات السنة الأمازيغية ليعرف سعادته من أي أرض جاءت ليقرر بعد ذلك الاحتفال بها أم لا.

سنة جديدة لك يا وطني، و سنة وطنية للناكرين لجميلك و نتمنى لهم عودة إلى وطنيتهم المرتبطة بهذه الأرض العزيزة يكفرون بها عن ذنوب ارتكبوها في حق هذا الوطن، فالوطنية تجب ما قبلها.

يقول المثل الأمازيغي: "ئحرضض نيت والي ئلسان تيملسيت ن ويياض" بمعنى: الرجل العاري حقا هو من لبس لباس غيره.