بعد عملية تصويت، امتدت طيلة المدة الأخيرة من السنة الماضية، تم الإعلان مساء أمس الأربعاء 10 يناير 2018، عن نتائج المبادرة التي دأبت إذاعة "أصوات" على القيام بها كل عام بخصوص اختيار شخصيات السنة.

وكان من بين اللحظات المؤثرة في هذا الموعد، تكريم الإعلاميين الراحلين سميرة الفيزازي ونور الدين كرم، الذي تساءل الكثير من المتتبعين عن سر حضور الأخصائي في طب وجراحة العيون وتصحيح النظر، الدكتور محمد شهبي، من أجل تسلم درع تكريمه.

وفي هذا الصدد، ربما قد يزول أي التباس بمجرد معرفة العلاقة الوطيدة التي كانت تجمع الشخصين، والتي استمرت لسنين طويلة، تبادلا خلالها كل أوقيات الحياة، بحلوها ومرها، حتى أن الدكتور، وبرغم ما عرف عنه من صلابة يتطلبها ابتداء غمار الجراحة الطبية، فقد أصيب بانهيار نفسي عند سماعه خبر وفاة كرم، مما أدخله في حالة حزن قل نظيرها حتى ما بين الإخوة.

والأكثر أن الدكتور محمد شهبي، ومن شدة تأثره في الأيام الأولى لرحيل صديقه، ارتأى السفر خارج التراب الوطني بغية الابتعاد قدر الإمكان عن الأماكن التي كانت تجمعهما. وإن كان لم يقو على مطاردة دموع لوعة الفراق التي صاحبته أينما حل وارتحل.

وبهذا، كان حضور شهبي ليلة أمس، إلى جانب ابنة الفقيدة سميرة الفيزازي، لينا، يحمل أكثر من معنى واستحقاق، بل ودلالة أكيدة على تواصل كل روابط الإخلاص الوفاء ما بين رجلين، برغم استمرار الأول في السهر على سلامة العيون، واستسلام عيون الثاني لغمضتها الأخيرة.