الجمعة 19 إبريل 2024
مجتمع

كمال المهدي نقيبا جديدا لهيأة المحامين بتطوان..

كمال المهدي نقيبا جديدا لهيأة المحامين بتطوان.. كمال المهدي

انتخب مؤخرا الأستاذ كمال المهدي نقيبا لهيئة المحامين بتطوان، بعد حصوله على 148 صوتا مقابل 147 صوتا لمنافسه الأستاذ حسن الخراز وهو نقيب سابق، وذلك خلال عملية انتخابية مثيرة ومشوقة جرت بمحكمة الاستئناف بتطوان، استطاع النقيب الجديد أن يتفوق على تحالف كبير شكل في الدور الثاني للإطاحة به.

الأستاذ كمال المهدي هو من طينة المناضلين اليساريين المتمرسين، بدأ مساره النضالي بظهر المهراز بفاس معقل اليسار، حيث درس بكلية الحقوق بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس في بداية الثمانينات وكان من الطلبة المتفوقين دراسيا، وحصل على معدلات عليا  خلال مسيرته الدراسية .

ظل مناضلا شرسا متشبعا بمبادئ الديمقراطية والحرية والعدالة والقيم الكونية لحقوق الإنسان، خاض وقاد سلسلة من المعارك النضالية بجانب رفاقه من مسيرات واعتصامات بالساحة الجامعية دفاعا عن حقوق الطلبة، وذلك في سنوات وسياق زمني كان  النضال محفوفا بالمخاطر .

ورغم شراسة المعارك النضالية، فإنه استطاع أن يوازن بين النضال والدراسة، وكانت الطريق معبدة أمامه لاجتياز السلك الثالث بالرباط، بالنظر للنقط والمعدلات التي كان يحصل عليها، لكنه اختار أن ينخرط مبكرا في سلك المحاماة بتطوان في الثمانينات بعدما ترك السلك الثالث، وفضل الوقوف في المحاكم للدفاع عن المحرومين والفقراء والمقهورين والمضطهدين، إيمانا منه بالقيم الإنسانية النبيلة التي يحملها المحامي .

وظل الأستاذ كمال المهدي، خلال مساره المهني، يدافع عن القيم الإنسانية التي تشبع بها خلال مرحلته الطلابية التي كانت حاسمة في تكوينه السياسي.. وهكذا نجده في العديد من المحطات يحمل حقيبته للدفاع في إطار التطوع عن طلبة كلية العلوم بتطوان المعتقلين في السنة الماضية، وسافر في شهر رمضان الماضي إلى مدينة الحسيمة للدفاع عن معتقلي حراك الريف في إطار التطوع، ونجده أحيانا يبادر للدفاع عن امرأة فقيرة مهضومة الحقوق أو عن شاب مقهور أو عن يتيم..

ويعتبر الأستاذ كمال المهدي أن المحامي من واجبه التطوع للدفاع عن المتهمين الذين تعرضوا لانتهاكات حقوق الإنسان مثل المحاكمات السياسية ، ويورد دائما مثال الراحل عبد الرحيم بوعبيد كيف كان يحمل حقيبته للتطوع من أجل الدفاع عن المعتقلين السياسيين كيفما كان انتمائهم السياسي وأفكارهم الإيديولوجية.

ويمكن القول إن الأستاذ كمال المهدي ظل خلال مشواره المهني ملجئ المظلومين والمقهورين، يستمع كعادته بهدوء وإنصات للمشتكين والمقهورين كأنه طبيب نفساني.

الأستاذ كمال المهدي ليس محاميا فقط، بل دخل غمار السياسة من بابها الواسع، وذلك حينما ترشح باسم الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية سنة 1997، واستطاع أن يحصل على أكبر عدد من الأصوات بدائرته الانتخابية بالمدينة العتيقة لتطوان، وانتخب نائبا للرئيس ببلدية سيدي المنظري .

لكنه بعد ذلك، ابتعد عن السياسة لسنوات، وتفرغ للمحاماة.. وفي سنة 2015 سيفاجئه أصدقاؤه الاتحاديون بأن يكون وكيلا للائحة الاتحاد الاشتراكي للانتخابات الجماعية الأخيرة، وفي زمن قياسي، استطاع الأستاذ كمال المهدي أن يشكل لائحة انتخابية، وخاض حملة انتخابية شرسة، وعقد سلسلة من اللقاءات والتجمعات بالأحياء الشعبية.. إنه رجل تواصل بامتياز، واستطاع أن يكسب التحدي والرهان، ويشغل حاليا رئيس الفريق الاتحادي بالمجلس الجماعي، ويمثل المعارضة.

وحينما يتكلم يصمت الجميع ليس خوفا منه، بل احتراما له، إنه رجل مبادئ بامتياز.