Saturday 3 May 2025
مجتمع

غياب المراحيض يخلق اصطدامات وأزمة حياء في "أوطوروت" الرباط والبيضاء

غياب المراحيض يخلق اصطدامات وأزمة حياء في "أوطوروت" الرباط والبيضاء

ربما ألف المواطن المغربي عند بداية ونهاية كل عطلة دراسية، انتظار بلاغ من وزارة النقل والتجهيز واللوجستيك يوصي المسافرين بتوخي الحذر عند تنقلاتهم، مع تفادي رحلات أوقات الدروة إلا للضرورة القصوى. لكن الظاهر هو أن عزيز الرباح ومن معه صار لزاما عليهم إصدار بيان دائم على مر أيام السنة ينصح مرتادي الطرق السيارة باتباع خطوات معينة قبل مغادرة بيوتهم، وأولها تفادي قدر الإمكان تناول الأغذية المسببة في الإسهال، وتلك التي تكثر التبول، ولما لا الاتقاء الكلي لإدخال أي أكل أو شراب لأجسامهم قبل الاصطدام بحرج استحالة إخراجه بكرامة وشرف.

ومصدر الحيصبيص هذا الذي أضحى قدرا منزلا على المسافرين، لم يأت سوى من خلفية افتقار باحات استراحة "لوطوروت" لمراحيض. ولما يقال افتقار فليس بالضرورة عدمها طالما أن وجودها معطلة سيان بغيابها، كما هو حال الطريق الرابط بين الدار البيضاء والعاصمة الرباط. والذي اشتكى قاطعوه لـ"أنفاس بريس"، صباح اليوم الأربعاء 27 أبريل، حرجهم المقرف جراء ما فوجئوا به بباحة إفريقيا من فراغ على هذا المستوى إلى حد أشعل معه خلاف حاد بين مستعملي الطريق ومسؤولي مقهى عين المكان. إذ، وبحسب ما أكده أحد الغاضبين، فإن المرحاضين الوحيدين وجدا مغلقين. الأمر الذي نتجت عنه فوضى التدافع بين المتسابقين إلى إفراغ متاناتهم، أما مرضى السكرى العاجزين عن مجاراة ذلك التطاحن فقد سلموا أمرهم لحنين عادة أيام الطفولة.

والأنكى من هذا، يسجل الرجل، أن المرحاض الوحيد الخاص بمقهى مجاورة يعاني العطل ذاته، بل اكتسب رسمية العطالة بعد أن امتدت مدتها لستة أشهر قبل اليوم. وليس هذا فحسب، يستطرد، وإنما العدوى اجتاحت كذلك مرحاض المسجد الصغير الموجود هناك الذي لا يتوفر على مجرد الماء الذي خلق منه كل شيء.

لهذا يتساءل عن جدوى تلك المبالغ التي تجنيها الطرق السيار، وما فائدتها إن كانت لا تمكن عابريها من أبسط حقوقهم البيولوجية، خاصة في شريان نابض للمملكة. البراعة فقط، يستنكر المتحدث، في فرض غرامات على من يتبول بالشارع العام أو يعانق حائطا للانتقام بإخراج جهاز تناسله أمام مرأى العابرين، ولو أن للموضوع مزالق أخرى، يقول، حين يتعلق بالنساء اللاتي وصفهن رئيس الحكومة بنكيران بـ"الثريات". لكن من غير أن يفكر لحظة في ما قد ينتابهن من حالات ينطفئ معها أشد صبر العيالات.

وعليه، قد يجد مثل "ماقدو فيل زادوه فيلة" موضعه لدى المغاربة المسافرين، الذين وبعد أن كان يشغل تفكيرهم هَم واجب الأداء المرتفع، ورداءة الطرق، أضيف إليه هَمٌّ زادهم هَمًّا على همِّهم، والأفظع "خايب حتى فالمعاودة".