الاثنين 25 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

محمد أجغوغ: الحركة الأمازيغية وخيبة نضالات العالم الأزرق

محمد أجغوغ: الحركة الأمازيغية وخيبة نضالات العالم الأزرق

لا أدري أهو انتقال إيجابي أم سلبي لطبيعة النضالات التي تخوضها الحركة الأمازيغية في المغرب؟ كانت التسعينات عقدا عرفت فيه الحركة الأمازيغية تطورا نوعيا وهادفا من حيث إصابة الأهداف وتمرير خطابها السياسي ليصل إلى الدولة الرسمية ومختلف الهيئات الحكومية وغير الحكومية، لا يمكن أن نسوق لحكم قيمة عن مجموع إنجازاتها لأنه ليس قصد المقال بل نريد تسويق حكم قيمة على الانخراط الواسع لنشطاء الحركة الأمازيغية في شبكات العالم الأزرق. أتابع بشكل كبير تحركات لمجموعة من الحركات السياسية في شمال أفريقيا وعندما نقارن وزنها السياسي مع وزن الحركة الأمازيغية نجد وزن هده الأخيرة أهون بكثير، لكن حجم الانخراط في العالم الأزرق نجد انخراط الحركة الأمازيغية أكثر عمقا وشكلا عن باقي الحركات ولا ندري لماذا لم تربح الحركة الأمازيغية مكاسبا سياسية وراء قوة انتشار منخرطيها في العالم الأزرق، قد استفز البعض بهذا الكلام، لكن أريد من المستفزين مثلا أن يفكروا في أمر مهم، إذا دعت مثلا حركة العدل والإحسان إلى مسيرة فسوف نسجل لها في الحضور على الأقل 100000 شخص، أما الحركة الأمازيغية وبجميع منخرطيها في العالم الأزرق إن دعت إلى وقفة احتجاجية فسوف نسجل في أقصى تقدير إلى 4000  شخص. إنها أرقام سجلناها مرارا وتكرارا ونبهنا لها، قد يزايد علي أحد نشطاء الحركة الأمازيغية ويقول نحن حضرنا في أربعينية الشهيد ازم بـ 24000 شخص، لكن أرد عليه وأقول له إن الجواب قد يحمله أحد المقالات التي سبق لي وأن نشرتها تحت عنوان "الشعب الأمازيغي شعب تجمعه الموت وتفرقه الحياة"...

 انخراط حركة العدل والإحسان في العالم الأزرق انخراط ضعيف بشكل كبير مقارنة مع انخراط نشطاء الحركة الأمازيغية، لكن وزنها السياسي أكثر بكثير من وزن الحركة الأمازيغية. إذا قارنا كذلك انتشار حركة بوديموس الإسبانية في العالم الأزرق مع انتشار الحركة الأمازيغية في نفس العالم نجد أن انتشار هذه الأخيرة أكثر عمقا وقوة من انتشار حركة بوديموس. لكن الوزن السياسي لحركة جنينية إسبانية ظهرت مع سنة2010  أكثر بكثير من وزن حركة أمازيغية ظهر فعلها جليا مع عقد التسعينات. هناك مثلا حركة الأكراد ومجموعة من الحركات الأخرى التي تعتبر أقل انخراطا في شبكات العالم الأزرق لكن وزنها السياسي أكبر، بل يضاعف الوزن السياسي للحركة الأمازيغية. حكم القيمة الذي نريد التطرق إليه هو استعمال نشطاء الحركة الأمازيغية لوقتهم الميت للعالم الأزرق والاكتفاء بنشر كلمات أو صور لمهمشين أمازيغيين في الجبال أو تسجيل فيديوهات أو مقاطع صوتية غالبا ما ألمس فيها بعض المزايدات الفارغة سياسيا أو الدخول في حوارات قد يبدو لأصحابها أنهم أقاموا الساعة ليلا، لكن في الصباح ينسى ما جرى ليلا لينخرط في عمله الشخصي منتظرا وقته الميت ليجدد الدردشات والحوارات، وغالبا ما يبني أصحابها إمبراطورية أمازيغية والساعة تشير إلى منتصف الليل.

 خلاصة القول.. كفوا يا نشطاء الحركة الأمازيغية عن هذه النمطية في نضالاتكم، فإن وزنكم السياسي لا يساوي جناح بعوضة، وخير دليل هو ما آلت إليه جميع المكاسب الأمازيغية من مأساة وتراجع.