التدبير العشوائي للشأن التربوي يجعل كل حديث عن إرساء دعائم مدرسة الإنصاف وتكافئ الفرص وتجويد العرض التربوي، حديثا أجوفا، وفاقدا لكل مصداقية أمام الواقع الذي يعلو ولا يعلا عليه .
واحدة من صور هذا الواقع الموبوء للتعلمات نلمسها في معاناة تلاميذ وتلميذات شعبة التكنولوجيا الذين يتابعون دراستهم بثانوية ابن زهر التأهيلية بوزان. فحسب ما وقفت عليه "أنفاس بريس"، وما توفر لها من معطيات من أكثر من مصدر، فإن متابعة الدراسة بشعبة التكنولوجيا (العلوم الكهربائية، العلوم الميكانيكية) لا ولم تتخط عتبة الدروس النظرية منذ ثلاث سنوات، تاريخ فتح هذه الشعبة أبوابها في وجه التلاميذ والتلميذات الذين يقع اختيارهم على هذا المسار، بينما الأشغال التطبيقية التي تعتبر أساسية في هذه الشعبة لم يسبق أن استفادوا منها. وذلك، يضيف عضو بمكتب جمعية آباء وأمهات التلاميذ، راجع إلى عدم توفر الآليات والأدوات والحجرات الخاصة بذلك.
ولمواجهة هذه الوضعية التي يشتكي منها المتعلمون والمتعلمات، وتنعكس سلبا على تعلماتهم، اختارت الأكاديمية الجهوية في نسختها السابقة التفرج على الوضعية، تاركة الطاقم الإداري والتربوي وجمعية أمهات وآباء التلاميذ بثانوية ابن زهر يتدبرون أمر التلاميذ. والتدبر لم يكن أكثر من تنظيم "زيارة دراسية"، يوما في السنة، إلى الثانوية التقنية بشفشاون، حيث يتبرك التلاميذ ببركة الآليات التي يسمعون بها، ويعودون إلى حال سبيلهم .
السؤال الذي يطرحه كل متتبع لهذا الملف، هو هل كانت الضرورة التربوية تقتضي التعجيل بتعزيز شبكة الشعب العلمية والأدبية المدرسة بالثانويات التأهيلية بوزان بشعبة التكنولوجيا قبل توفير البنية التحتية الأساسية، حيث تجري الأشغال التطبيقية، وتعزيزها بالتجهيزات وأدوات العمل الضرورية والكافية؟