تغيبت أبرز الوجوه الفنية، التي اعتادت مطاردة جنائز المشاهير في الدار البيضاء والرباط والنواحي، عن تشييع جثمان الفنان الراحل موحى أوالحسين أشيبان، أمس الجمعة، بقبيلة أزرو نايت لحسن (دائرة القباب) بإقليم خنيفرة، الذي وافته المنية صباح نفس اليوم عن عمر يناهز 113 سنة. وهو ما خلق موجة استياء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي من طرف معجبي أيقونة فن أحيدوس، حيث عابوا على هؤلاء المتغيبين الطريقة الانتقائية التي يتعاملون بها مع جنائز المشاهير، خاصة عندما يحضرون بكثافة إلى المقابر ذات الخمسة نجوم، مثل مقربتي الشهداء بالدار البيضاء والرباط، حيث تكون الأضواء وكاميرات القنوات التلفزية وميكروفونات الإذاعات وعدسات المواقع الإلكترونية.
ومن بين هذه التعليقات المنشورة على الفايسبوك ما نشره أبو صلاح أبوشي "ببساطة: في الوقت الذي كان يصول ويجول بلدان العالم للتعريف بالثقافة الأمازيغية كانت الشيكات تدفع بحساب الذين يرسلونه من وزارة الثقافة ومن المعهد الملكي للثقافة الامازيغية، لذلك لم يتركوا له ما يشتري به شقة بالرباط كي يدفن في مقبرة الشهداء "الشمتاء".
كما تساءل الناشط الفايسبوكي يوسف معدور "لماذا لم يحضر جنازة المايسترو موحا، الفنانون والممثلون والسياسيون والشخصيات العمومية الذين نشاهد تصريحاتهم بالجملة لميكروفونات القنوات والإذاعات والمواقع الاخبارية في جنازات الـخمس نجوم"!
وبأسلوب لا يخلو من الأسى علق خالد راي "لأنه مات رحمه الله وارتاح قبل أن تدخله موجة جلال الحمداوي والعنيزي والطبقة التي فركعت الفن وجعلته فن مؤخرات، ولأنهم مايرضاوش حيت المايسترو فنظرهم عروبي بلدي".
موحى أوالحسين أشيبان المعروف بالمايسترو أحد أشهر مؤدي الرقصة الاستعراضية الأمازيغية أحيدوس، وهي رقصة تراثية ذات طابع فلكلوري.
كان موحى أوالحسين أشيبان يقود فرقة أحيدوس بطريقة معبرة وفنية تميز بحركات فلكروية جمالية يستشفها من كأس تراث فني عريق لمناطق الأطلس. وقد احترف الغناء والرقصة الحيدوسية المتميزة بصيخات تعلو أعالي الجبال الأطلسية، منذ العام 1950 عندما اتخذها كمهنة فنية بمشوار طويل مما أكسبه لقب المايسترو بامتياز.
وكان أول من أطلق لقب المايسترو على موحى الحسين أشيبان هو الرئيس الأمريكي رونالد ويلسون ريغان.
مثل موحا الحسين أشيبان الفن التراثي المغربي الأطلسي في عدة ملتقيات ومهرجانات عالمية، وكان قادرا على إعطاء مكانة مشرفة لفن أحيدوس في العديد من الملتقيات الفنية الدولية في أفريقيا وأوروبا والولايات المتحدة، منها مهرجان الموسيقى الروحية بفاس.