السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

عبد الرحيم طويل:الاسلامويون ليسوا أنصار الفئات المقهورة

عبد الرحيم طويل:الاسلامويون ليسوا أنصار الفئات المقهورة

مما لا شك فيه أن مغربنا الحبيب أصبح اليوم يعيش مرحلة  تراجع تعود بنا إلى سنوات القهر والتسلط ودالك في غياب رأي أخر جدير بالتعبير عن هموم الشعب المغربي فالرأي الواحد هو الذي أصبح طاغيا والفكر الواحد هو الذي أمسى حاكما والسبب هو وصول جماعة إلى سدة الحكم هدفها الوحيد هو الحفاظ على سلطتها لكنها أصبحت من حيث لا تدري أو تدري تقدم خدمة مجانية لوصول وجهها الأخر إلى السلطة هدا الوجه سيكون اشد قسوة واشد فتكا بالشعب المغربي فهي تمهد له الطريق من اجل عودة التحكم والتسلط والقهر....

هذه الجماعة تشترك مع الدكتاتورية في خاصية جوهرية واحدة ألا وهي أن الاثنين يعتمدان في نقاشهم التسطيح...

ولا يحبون الذكاء المغربي ويريدون تعميم الجهل وتسطيح الأشياء دون الدخول إلى عمقها ومناقشتها وخير دليل أن حينما يتم مأزقة الزعيم يستعمل عبارة فريدة خفيفة على اللسان ثقيلة على الديمقراطية حبيبة لدكتاتورية هده العبارة هي تعبير عن الفشل في تدبير الاختلاف .-انتهى الكلام –انتهى الجدال –انتهى النقاش........

ما يتم اليوم ضد الأساتذة المتدربين أو ما اصطلح عليه شعبيا أساتذة الغد هو صراع تاريخي بين نظام مخزني قمعي ورجال ونساء التعليم فخلال سنوات الرصاص كان رجل التعليم هو من يقود الاحتجاجات ضد السياسات ألا شعبية التي كانت تستهدف الشعب المغربي هذا الصراع لا يختلف عن الصراعات السابقة فهو صراع قديم جديد بين نظام وبين اطر تسعى الرقي بالمجتمع لا تريده أن يكون أداة طيعة في أيدي تجار الانتخابات ولا تجار المخدرات ولا تجار الدين الذين يستغلون كل شيء للوصول إلى كراسي السلطة وحلاوتها وما بنكران ووزراءه إلى أدوات طيعة من اجل ضرب المدرسة العمومية –الوطنية –في العمق من خلال تصريحاته الدكتاتورية بان التعليم قطاع غير منتج وجب خصصته وهو يعي جيدا بان لا احد يقدم لتعليم أموالا من جيبه لصرفها على هدا القطاع فالمغاربة بأموالهم وبمجهودهم يصرفون على التعليم من خلال تأدية ضرائبهم التي وجب إعادة النظر فيها لعدم تكافؤها ومداخليهم القليلة وإرهاق قدرتهم الشرائية برفع الدعم عن مجموعة من المواد الاستهلاكية اليومية والمعتادة.

هذه الجماعة التي تسعى إلى تدجين المجتمع المغربي بعزفها على الوتر الديني والأخلاقي لم تكن يوما من أنصار هذا الشعب وخير دليل لم تكن من مناصري الحراك الاجتماعي الذي عرفته البلاد خلا لـ 20فبراير 2011فقط بعض منتسبيهم  خرجوا من اجل المزايدة والضغط على الدولة من اجل مكاسب سلطوية وهاهم اليوم يعيشون في نعيمها والشيء الغير المستساغ والغير المفهوم سياسيا كيف لجماعة كانت ضد الحراك المجتمعي أن تكسب معركة انتخابية جاءت بعد دستور جديد طالب به الحراك المجتمعي مهد له خطاب ملكي يوم 9مارس 2011 كان أقوى من الوثيقة الدستورية التي أنتجتها لجنة مدجنة لا حول ولا قوة لها ومشاورة أحزاب ضعيفة مجتمعيا لا احد يثق فيها كان هدفها الحفاظ على مكتسباتها الانتخابية ورافضة لكل تغيير مجتمعي حقيقي يجعل منها أدوات هامشية.

الحراك الشبابي الذي انطلق يوم عشرين فبراير تحت شعار حرية كرامة عدالة اجتماعية لا يمكن أن تكون الحرية بدون قيمة مركزية داخليا هده القيمة المركزية هو التعدد والتنوع على أساس حرية الفكر والتنوع وحرية التعبير بالإضافة إلى حرية الوصول إلى المعلومة والحرية الأكاديمية وحرية الإبداع حيث انه ليس هناك قاضي على وجه البسيطة له قابلية لتقييم قصيدة أو فلم أو إبداع مهما كان نوعه فالإبداع يقيم ويقوم من دوي الاختصاص نقديا وليس في المحاكم ونصب المشانق النفسية والمعنوية من اجل تدمير هدا المبدع أو ذاك.

اليوم السيد بنكران وجماعته يريدون الرجوع بنا إلى الوراء إلى عهد سنوات الرصاص من خلال ضرب جميع المكاسب التي حققها الشعب المغربي بنضال أبناءه المخلصين من عمال وفلاحين ورجال ونساء التعليم .اليوم وعشية انتخابات برلمانية جديدة يريد السيد بنكران تقديم الوطن الذي أنجب علال الفاسي والمهدي بنبركة وعبدا لرحيم بوعبيد وعبد الله العروي والمهدي المنجرة وكسوس يريد أن يقدمه على طبق من دهب إلى مجموعة من

تجار الانتخابات من اجل تبيض وجوههم أمام الرأي العام على اعتبار أن الحراك الشعبي رفع صورهم على أساس أنهم مفسدون متحكمون متسلطون قالها الحراك الشعبي قبلك وخنته واصطفت بجانبهم خائفا خانعا تنتظر نصيبك من الكعكة الانتخابية فكان ما كنت تحلم به وها أنت تمهد لهم اليوم الطريق بفضل سياستك العرجاء وبفضل ضربك لكل المكتسبات التي ناضلت من اجلها أجيال وأجيال .

بفضل تحكمك وتحكم جماعتك اتضح إن هناك صراع أزلي بين توجهين توجه يجدب للوراء إلى سنوات الحجر والرصاص يجرنا إلى ثقافة الموت والعنف وإلغاء الأخر مع الرأي الواحد والحاكم الواحد والقراءة الواحدة ل النص المقدس بينما نحن بشر لنا مجالنا النسبي والمغرب فيه مجموعة من الألوان والأفكار يمكن أن نختلف أن نتعدد داخل إطار مدني سلمي ديمقراطي لا قمعي متسلط .

من حقكم أن تنتقدوا الرأي الأخر لا أن تحجروا عليه بنصوص تدعون أنها مقدسة في حين تختارون منها ما يناسب طبيعتكم ويخدم مصلحتكم وأنانيتكم  ومصلحة جماعتكم ومن يدور في فلككم انتم لستم مقدسون من حقنا أن نفضح فسادكم ونشير إليكم بالاسم والصفة لسنا  مثلكم تخافون من تسمية من ينازعونكم السلطة وتطلقون عليهم التماسيح ومرة أخرى العفاريت وانتم تعرفونهم حق المعرفة ولكم سلطة عليهم فوزيركم في العدل لا يحرك ساكنا أمام فساد مستشري واضح وجلي فقط يستأسد على أبناء الشعب الدين يفضحون الفساد والمفسدين .