الأربعاء 27 نوفمبر 2024
فن وثقافة

د. العفافي يرصد تاريخ وعمران المدينة في "أوراق من تاريخ طنجة"

د. العفافي يرصد تاريخ وعمران المدينة في "أوراق من تاريخ طنجة"

داخل أسوار المدينة العتيقة بطنجة، تم مساء أول أمس الأحد 20 دجنبر، بالمقهى الثقافي "لحظات طنجة"، تقديم وتوقيع كتاب: "أوراق من تاريخ طنجة" لصاحبه الدكتور رشيد العفاقي. الكتاب كان موضوع قراءات ومداخلات متنوعة سلطت الضوء على مضامينه وكشفت عن منهج الكتابة التاريخية عند المؤلف، وعن مشروع اشتغاله في كتابة تاريخ كبير لمدينة طنجة.

وقال العفاقي في معرض تقديمه للكتاب إنه إلى جانب الإعداد لهذا المشروع الكبير ثمة جوانب في هذا التاريخ الطويل والعريض قد تفرض استقلالها، إما بسبب الموضوع أو المناسبة أو الزمن المحدد للإنجاز. كما أشار الكاتب إلى أن الجهود الفردية في الكتابة التاريخية هي عموما من هذا النوع، لا تخص إلا جوانب من تاريخ معين". وحسب الدكتور العفاقي يأتي هذا الكتاب ضمن ثلاث مجاميع من الدراسات حول تاريخ طنجة، وأن الكتاب موضوع الاحتفاء هو الجزء الأول من هذه المجاميع.

ومن جانبه اعتبر الباحث في التاريخ الأستاذ عبد الله الداودي أن هذا الكتاب المتميز "يأتي كإشراقة في عتمة، يسعى لأن يبوئ مدينة طنجة مكانتها التاريخية والثقافية والعلمية التي تستحقها، زمن عزوف مثقفيها عن دراسة التراث. موضحا في مداخلته إلى ضرورة التصالح مع ماضينا وتراثنا، وإعادة الثقة فيه، وإحيائه عبر تحفيز واقع البحث العلمي المحلي والوطني الجاد في مجال كشف النقاب عن الصفحات المشرقة من تراثنا، التي ما زالت تحتاج إلى المزيد من الجهد و العطاء". وأضاف الداودي موضحا مدى الحاجة الماسة اليوم إلى مؤسسات مدعومة ماديا، وفرق بحث مؤهلة من حجم صاحب الكتاب، لتصب كل اهتمامها على مختلف المظاهر الحضارية المشرقة في تاريخنا العريق.

هذا وقد مر الأستاذ الداودي على ثنايا هذا الكتاب كاشفا النقاب عن مضامين فصوله. فالكتاب  يتناول عشرة مباحث متنوعة المواضيع حول تاريخ طنجة، وهي بالفعل كما يقول الأستاذ الداودي: أوراق أو جوانب أو شذرات من تاريخ هذه المدينة الرائعة، تتنوع بين ما له علاقة بالعمران العسكري منه والمدني، والتأليف التاريخي نموذج الكناشات، هذا بالإضافة إلى نبش علمي في مضامين وثائق تعود إلى زمن تأسيس الجامع الجديد ومدرسة الجامع الكبير والجمعية الخيرية الإسلامية. ثم يتناول إسهام شخصيات من أبناء وبنات طنجة في هذا البناء الحضاري الطنجي.

هذا وقد ختم الأستاذ الداودي مداخلته بالدعوة إلى رفع توصية من أجل "تأسيس ودعم مركز الدراسات والأبحاث التراثية والتاريخية بجهة طنجة تطوان، يكون مركزه مدينة طنجة في بناية عصرية، تليق بقيمته ودوره وإشعاعه العلمي والثقافي والبيداغوجي، لدعم وارتقاء الواقع الثقافي بالجهة، باعتبارها مكونا أساسيا من مكونات النسيج الثقافي الوطني.

وقد تلى المداخلات نقاش واسع تناول بالخصوص مسألة التراث المادي واللامادي، نقاش انخرط فيه الحاضرون بالآراء والاقتراحات من أجل الحفاظ على هذا التراث والسعي الحثيث إلى السبل الكفيلة لتحقيق ذلك من خلال تحسيس وتوعية الساكنة وإشراكها لهذا الغرض. وقد شارك في هذا النقاش رئيس جماعة طنجة المدينة محمد أفقير إلى جانب العديد من الفعاليات الثقافية.