التفت لمة عدد من الأدباء والمثقفين، شعراء وروائيين وقصاصين وباحثين بالفضاء الجمعوي للزيايدة ببنسليمان، يوم السبت الأخير بدعوة من نادي القلم المغربي للاحتفاء بفكر المهدي بن بركة الذي يصادف الذكرى 50 على استشهاده، وتم اختيار هذه الأرض الطيبة لتخليد الذكرى حسب ورقة النادي القلم لقربها من دوار السوالم أرض أجداد المهدي، من جهة و لجعلها من جهة ثانية مأدبة ثقافية ( للتذكير بانتماء المثقف المغربي إلى أفق التغيير والحداثة والتعبير عن ارتباطهم بقضايا المجتمع المغربي، وإلى سلالة كل المفكرين المتنورين الذين رفضوا الظلام والاستسلام والاستبداد والانبطاح أمام سلطة الأوهام.)
وكانت لحظة مؤثرة تلك التي قرأ فيها الأديب شعيب حليفي، رئيس نادي القلم المغربي ، رسالة البشير بن بركة ، نجل الشهيد ، والتي بعث بها إلى المجتمعين في هذا اللقاء .حيث جاء فيها :
" باسم عائلة المهدي بن بركة ، ومؤسسة المهدي بن بركة ، ذاكرة حية ، أوجه إليكم تحية حارة لتظاهرتكم الثقافية الخاصة بفكر المهدي .
إن مبادرتكم هي إنجاز رمزي ، خصوصا ببن سليمان ، غير البعيدة عن أصول عائلة المهدي .
إن فكر المهدي وفعله النضالي متجدر في الواقع الاجتماعي والتاريخي للبادية والفلاحين والأحياء الشعبية بالمدن ؛ وهو الذي تغذى في فكره وممارسته من تجارب الشعوب الأخرى في أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية . مما أكسبه ذلك البعد العالمي في صراعه ضد الرجعية والنيوكولونيالية والامبريالية والصهيونية ... هؤلاء جميعا تآمروا لتنفيذ الاختطاف والاختفاء.
وبعد خمسين عاما ، نواصل نضالنا من أجل معرفة حقيقة مصير المهدي بن بركة ، ومساءلة كل المتورطين .
ولا شك أن ما تقومون به سيضيء الطريق، بهذا الخصوص، أمام جيل الشباب والذين سيجدون في فكر المهدي ما يتطلعون إليه في الحاضر والمستقبل. أتمنى لكم ولنشاطكم كل التوفيق والنجاح. /مع تحياتي الحارة / البشير بن بركة .
هذا وحول مغزى الإحتفاء ودلالاته تطرق شعيب حليفي في كلمة عبر فيها كما يقول بوضوح على :"أننا اليوم، مثل كل أيامنا التي لا نخون مضامينها النبيلة لفائدة الارتماء في جوقة المهرجين، نعلن أننا كنّا وما نزال وسنبقى في صف الخيال الذي لا يفر من المعارك الطويلة بيننا وبين قتلة المهدي بن بركة وعمر بن جلون وسعيدة المنبهي وعبد اللطيف زروال،قتلة العلماء والمفكرين والمئات من حملة الفكر الحر والمتحرر..من الرافضين للانبطاح والجمود والرأي الواحد.هؤلاء حملوا أحلامنا الصغيرة واحتضنوها مثل الجمر والغمام ، تكبر وتنمو. " وأضاف حليفي "إن المهدي بن بركة رمز كبير للمثقف العضوي الذي لم يمت لأنه كان متشبعا بروح إنسانية زرعها في جيل كامل فكان المثل الأعلى التاريخي لعدد من المثقفين المغاربة والعرب وفي باقي العالم. ونحن نستحضره اليوم لنعبِّر له ومن خلاله عن رسوخ قناعتنا بحياة أفضل ومستقبل آمن يحيا فيه الجميع بمغرب لكل المغاربة وليس لفئة قليلة تعتقد أنها تعطف علينا، تعتقد أنهم السادة ونحن العبيد. لذلك فنحن في الحاجة دائما إلى استحضار رموز الفكر والنضال الشريف للمغاربة عبر التاريخ، فعبرهم نتلمس وفاءنالكل الأفكار المضيئة التي تُعيننا على مواجهة الظلام والانتهازية. وسنبقى أوفياء بكلماتنا وقيمنا ، وحينما ينفد منا المداد نحفر في جراحنا ونكتب بدمنا .
نستحضره لنقول أن الموقع الحقيقي للمثقف هو إبداع الخيال المغربي المتنوع ، هو النقد والبناء لا الانبطاح والخنوع ."
هذا وبعد حصة خصصت للتعبير الإبداعي في الشعر والقصة والزجل ، اختتم اللقاء على موعد آخر في مارس القادم بدوار السوالم ، في" احتفالية كبيرة بالمهدي وكل المجاهدين الذين دافعوا عن استقلال وحرية المغرب من أبناء الشاوية وبنسليمان