أكد الباحثان المسرحيان عبد المجيد فنيش ومسعود بوحسين، مساء أمس الخميس، أن احتفالية "أيام قرطاج المسرحية" بمئوية المسرح المغربي تعميق لأواصر العلاقات العريقة بين بلدين يتقاسمان تاريخا مشتركا.
وأبرز المسرحيان، خلال لقاء مع وسائل الإعلام التونسية والعربية، القواسم المشتركة التي تجمع المغرب وتونس عبر تاريخ عريق وعلاقات تعاون راسخة شملت كل الأصعدة، وأوجه ومظاهر تفاعل وتمازج حضاري وثقافي جمعت بين بلدين شقيقين تحدوهما نفس الإرادة في تكريس أفق ومستقبل ديمقراطي مشترك.
وتوقف المبدعان عند التجربة المسرحية المغربية التونسية ومعالم التشابه والتفاعل بينهما من خلال مسارات التلاقح والتثاقف التي تجلت في حضور ومشاركة قوية للمسرح المغربي في التظاهرات الثقافية والمسرحية منها على وجه الخصوص. مستحضرين، في هذا السياق، أسماء كالطيب الصديقي الذي ألفه الجمهور التونسي "كأحد الايقونات المضيئة منذ سبعينيات القرن الماضي"، وعبد الحق الزروالي الذي "بصم مهرجان قرطاج منذ بداياته الأولى بحضور إبداعي متميز".
واعتبر المسرحيان أن السياق الذي تعيشه تونس أضفى دلالات قوية على هذه الاحتفالية بمئوية المسرح المغربي، بالنظر إلى أن المغرب الذي واكب التحولات التي عرفتها تونس احتراما لإرادة واختيارات شعبه ما فتئ يؤكد تضامنه ودعمه القوي لمسار الإصلاح والبناء في هذا البلد، علاوة على أن هذه الاحتفالية، في هذه الظرفية، تبرز أهمية الثقافة والمسرح، على وجه الخصوص، في تعميق أواصر العلاقات الأخوية بين البلدين، ودورهما في بناء المستقبل ومد جسور التعاون بين البلدين.
ويتضمن برنامج الدورة 17 لأيام قرطاج المسرحية (16-24 أكتوبر)، التي تحتفي بمئوية المسرح المغربي، تقديم حوالي 67 عملا تونسيا، و29 عملا مسرحيا عربيا، منها خمسة أعمال مغربية، إضافة إلى 18 عملا من أوروبا و9 من بلدان تنتمي لمناطق أخرى.
ومن المقرر في إطار هذه الاحتفالية المئوية، التي خصص لها اليوم الجمعة بكامله، إبراز مظاهر الاحتفاء بالمسرح المغربي وتقديم محاضرة وندوة فكرية وتوقيع كتاب "دليل المسرح المغربي" وأمسية فنية، هذا إلى جانب معرضين للكتاب المسرحي والصور المسرحية.
وستشهد ندوة مئوية المسرح المغربي، التي سيسيرها الباحث المسرحي محمد بهجاجي، مداخلات حول "الحركة المسرحية المغربية قبل الاستقلال" لعبد الرحمان بنزيدان، و"المسرح المغربي من الاستقلال إلى الآن" لخالد أمين، و"المسرح المغربي والدولة (التقنين التنظيم المهني الدعم)" لعز الدين بونيت و"تجارب مسرحية مغربية (الطيب الصديقي، أحمد الطيب لعلج، عبد الكريم برشيد وعبد الحق الزروالي)" لمسعود بوحسين.
كما سيتاح لرواد المهرجان حضور معرض الصور المؤرخة لمراحل من المسرح المغربي ومعرض الكتاب المسرحي المغربي وحفل فني موسيقي وعرض فني للفنان محمد الدرهم ومجموعة بنات كناوة.