سنة بعد أخرى يتكرس مهرجان لوتار كواحد من المهرجانات الوطنية التي تزاوج بين الفرجة والتكريم والبحث والصنعة.. هي جملة أهداف جعلت جمعية "المغرب العميق لحماية التراث"، حاضنة المهرجان، تراهن عليها بإصرار من أجل التنشيط الثقافي والاجتماعي سواء على مستوى مدينة وإقليم سطات أو على مستوى جهة الدار البيضاء سطات. "أنفاس بريس" التقت بعبد الله الشخص، رئيس الجمعية ومدير المهرجان، بمناسبة تنظيم نسخته الخامسة، فصرح في البداية بأن تقليص مدة المهرجان من ثلاثة أيام إلى يومين ليس اختيارا، بل إكراها لأنه في غياب الدعم الكافي وعدم استجابة الداعمين، وخاصة الخواص منهم لمثل هذه التظاهرة الوطنية يصبح حتى الاستمرار في تنظيمها أمرا غير ممكن. هذا مع تسجيل نوع من الانكماش، حتى لا نقول من التقصير، من طرف الداعمين المؤسساتيين.
ويضيف الشخص قائلا، نحن لا نطلب عند تنظيم أية تظاهرة فنية ثقافية أكثر من توفير معايير لهذه التظاهرات من قبيل كم عدد الجمهور الذي تستقطبها ووزن الفنانين الحاضرين والمشاركين فيها، وكذلك أهداف التظاهرة المنظمة مثل مهرجان لوتار الذي يسعى إلى تثمين التراث الذي هو تراث مغربي، وبالتالي يجب دعمه، ليس فقط من الداعمين المؤسساتيين، بل حتى من بعض المؤسسات التي تدعم بعض المهرجانات.
وتساءل الشخص: لماذا لا تدعم مهرجانات أخرى كمهرجان لوتار؟ وحول تفسيره لهذه الظاهرة هل هي تمييز أم حكرة؟ أكد الشخص بأنه لا يمكن تفسير ذلك سواء بالميز أو الحكرة بقدر ما نفسره بعدم الاهتمام. مضيفا بأن الإكراه المتمثل في قلة الدعم جعلنا نكثف برنامج الدورة ووزعناه على يومين بعد حذفنا لمجموعة من الفقرات كانت جد مهمة في الدورات السابقة، كالندوة العلمية ومعرض آلة لوتار بجميع أشكاله من مختلف المناطق.
ومن حيث التكريم ذكر مدير المهرجان بأنه خلال دورة 2015 قامت الجمعية بمجهود كيير من أجل الوفاء بالتزاماتها مع المكرمين.. ونحن كجمعية فتية "اللي كدينا عليه درانه"، وكان التكريم للفنانة "شريفة" رفيقة درب المرحوم رويشة،وكذلك الغازي العريي الملقب بـ "با عروب" الذي يشكل وحده مدرسة لفن لوتار.. ولأول مرة الجمعية تكرم باحثا في التراث اللامادي وهو "ادريس الكيسي"، وهو تقليد جديد سنته الجمعية.
وعن سبب تأخير موعد المهرجان، والذي اعتادت الجمعية تنظيمه في يونيو من كل سنة، أجاب الشخص بأنه رغم حضور الإكراه الذي ذكرت، فإن التوقيت يصادف بداية تدشين للموسم الثقافي بالجهة المتقدمة الحديثة.. ونتمنى أن يكون للمهرجان إشعاع، ليساهم في الحركة الثقافية والفنية بالجهة المذكورة.