الأربعاء 8 مايو 2024
سياسة

ما ببن المومني الذي مزق الباسبور و البطل ربيعي الذي رفع راية المغرب: إما ان تكون مغربيا أو خائنا

ما ببن المومني الذي مزق الباسبور و البطل ربيعي الذي رفع راية المغرب: إما ان تكون مغربيا أو خائنا

ربما قد يكون من مكر الصدف أن التوقيت الزمني الذي راسل فيه محامي المسمى زكرياء المومني السلطات المغربية من أجل نزع الجنسية الوطنية عنه، تأأسد الملاكم البطل محمد ربيعي شامخا وهو يغالب دموعه من شدة التأثر لسماع النشيد الوطني بعد انتزاعه للقب العالمي من قلب العاصمة القطرية الدوحة. فللشخصين معا، كما هو معروف، اسم وملامح تدل على أصول مغربية، إنما شتان بينهما في الوفاء لها. إذ في الحين الذي تجرأ الخائن على تمزيق جواز سفره أمام شاشات العالم، مطالبا بالانسلاخ مما جعل منه إنسانا ودفع به إلى تعلم النطق كمواطن، أبى محمد ربيعي، ابن الشعب، إلا أن يتحدى كل الصعاب، ويثبت بما لا يدع مجالا للشك على أنه خلق للوطن ومن أجل الوطن، وهو الذي ترك تاريخ منافسه الكازخستاني بولوسينوف دانيار المرعب جانبا، وقاتل على إيقاع اللحظة وبين عينيه انتظارات شعب بأكمله ليفوز بخاتمتها، ومعها بقلوب كافة المغاربة الغيورين على تراب بلدهم وعلى رأسهم الملك محمد السادس الذي يكفي بأنه عبر عن سعادته بإنجاز هذا الشاب البالغ 22 سنة، واصفا إياه بالنزال البطولي، والمشرف والمحفز أيضا لجميع الرياضيين المغاربة.

ربيعي وبحماية دعوات إخوانه المغاربة، وفي مقدمتهم ساكنة مسقط رأسه منطقة سيدي البرنوصي بمدينة الدار البيضاء، أعطى الدليل القاطع على الامتثال لما سبق أن قاله الملك بأن الوطن لا يقبل في الانتماء إليه القسمة على اثنين، وبالتالي إما أن تكون مغربيا أو لا تكون، على عكس التعامل بمنطق "إما هزوني ولا نطيح"، كما حاول المومني "الابتزازي" الادعاء.. بل الأكثر من ذلك التطلع إلى النفخ في حجم الملف بإدخال محاميه"بوردون"، وهو للإشارة محامي الأمير مولاي هشام، على الخط. وللتذكير ليس أكثر، فالمومني لم يقدم الحجة على أنه مواطن غير مصنف فحسب، وإنما عبرة لكافة الدول التي تبقى على تواثبها مهما كان مكر الماكرين. فالمغرب، وحسب ما حكمت به محكمة التاريخ لقرون، يظل بلدا أكبر من خفافيش الظلام الساعية للنيل من مقدساته، ولطالما ما هزه ريح أشباه الرجال أو النساء الذين حاولوا يائسين تجربة الدخول في مغامرة إحراجه.

ومن جهته، جاء تتويج ربيعي ليعيد الدق على ضمائر البعض، إن كانت لهم ضمائر، ويسجل بأن للبلد رجال يرفعوه وليسوا في حاجة لغيرهم من المنافقين. وحتى من امتلكوا وقاحة المطالبة بالتبرؤ من مغربيتهم، فالأربعين مليون مغربي لا يترددون في الرد عليهم: "ارحلوا بغير أسف عليكم.. فلو كان فيكم خير لنا، لشرفكم الله بنعمة البقاء معنا..".