الثلاثاء 7 مايو 2024
سياسة

طرد الصحراويين المهراوي والدرهم من برلمان السويد يعري ديمقراطية الاشتراكيين في "ستوكهولم"

طرد الصحراويين المهراوي والدرهم من برلمان السويد يعري ديمقراطية الاشتراكيين في "ستوكهولم"

لم نكن نتوقع أن يتعرض ناشطان صحراويان يمثلان وجهة نظر مخالفة لما تروج له أمينتو حيدر المنحدرة من إقليم خارج المناطق المتنازع حولها، والتي لا يحق لها التصويت بموجب الاستفتاء الذي يروجون له، والذي أصبح متجاوزا في نظر الكثير من المنحدرين من الأقاليم الجنوبية وقد أكدوا ذلك بانخراطهم بنسب عالية في انتخابات الرابع من شتنبر الماضي، إذ أن أعلى نسبة سجلت في كل المدن الجنوبية.

أمينتو حيدر حضرت بجواز سفر مغربي وتتحرك بكل حرية وتعبر بحرية مطلقة عن مواقفها المعادية للمغرب ولوحدته الترابية التي يتمسك بها غالبية السكان في الأقاليم الجنوبية، وفي الوقت ذاته تتناقض مع نفسها حين تروج لمعطيات انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء، في حين كان عليها أن تجيب عماتخفيه من معطيات في المخيمات والقبضة الحديدية المسلطة على رقاب الصحراويين الذين انتفضوا غير مامرة.

استمرارها في الكذب وتضليل السياسيين في قبة البرلمان السويدي هو الذي دفع بلحسن المهراوي من مدينة سمارة، وهو أكاديمي وباحث صحراوي اختار الوحدة، ورقية الدرهم، النائبة البرلمانية المنتخبة ديمقراطيا من طرف ساكنة الأقاليم الجنوبية، لطلب الرد على كل ما تروجه من أكاذيب، وهو حق يندرج في إطار القيم الديمقراطية التي يتبناها الشعب السويدي، إلا أن منظمي اللقاء في البرلمان منعوهم من حق الرد وتفنيد أقوالها.

جمعيات المجتمع المدني في السويد ملزمة بالتحرك لاستنكار ماحدث في قبة البرلمان والمطالبة برد الإعتبار لهم كجزء من المجتمع السويدي،بل عليهم المطالبة باحترام الديمقراطية التي تقضي بالاستماع لكل أطراف النزاع في المنطقة. لكن الجهة المنظمة اختارت الحل الأسهل من أجل عيون الانفصالية أمينتو حيدر وقامت باستدعاء الشرطة التي قامت بطردهما.

  وفي روايته لما وقع قال مهراوي الذي تمسك بالكلمة كصحراوي للتعبير عن آرائه وأراء الصحراويين،إن هذا السلوك لا يمت للديمقراطية بصلة، مضيفا "منظمو الندوة من حزبي الاشتراكي الديمقراطي والبيئة قالوا لي ليس لك الحق بان تتكلم هنا". ومن ثم "انقض علي رجال الامن ودفعوني بقوة خارج القاعة."
وأردف مهراوي "إذا كانت هذه هي الديمقراطية السويدية، فهذا عار وعيب على السويديين"، وتابع "امينتو حيدر تتكلم باسم الصحراويين، ونحن صحراويون وهي لا تمثلنا والبرلمان السويدي منعنا من تفنيد ما تقول، امينتو حيدر واليسار السويدي اختطف بعض الصحراويين وهم لا يمثلون الصحراويين قطعيا".
رقية الدرهم، النائبة الصحراوية في البرلمان المغربي عن حزب الإتحاد الإشتراكي  للقوات الشعبية طردت أيضا من الندوة بعد أن حاولت التعبير عن رأيها كصحراوية، وصرحت "قدمت من المغرب للمشاركة مع اخواني الصحراويين للإدلاء بآرائنا في قضيتنا التي لا تعني فقط امينتو حيدر، لا بل تعني كل صحراوي، وهي قضية وطنية بالنسبة للمغاربة أجمعين، وخاصة المغاربة الصحراويين. وامينتو حيدر لا تمثلنا وتحاول اختطاف تمثيلنا وجاءت بطرق غير ديمقراطية، ونحن جئنا بالديمقراطية الشرعية من خلال الانتخابات أو من خلال المجلس الوطني الاستشاري لحقوق الانسان للشؤون الصحراوية .
الدرهم أضافت "الندوة تروج لمزاعم واكاذيب عن الاضطهاد والتعذيب في الصحراء وتصف حقوقهم الانسانية بانها مزرية، إلا أن هذا ليس صحيحا فهناك صحراويون يعيشون بكل ألفة ومحبة في مناطقهم الصحراوية بدون أي مشاكل، والدليل أننا نحن هنا وهي أيضا هنا، وسترجع للمغرب من دون أي مشاكل، ولو كانت مضطهدة لما خرجت من أرض المغرب وعادت بدون مشاكل" .
وتابعت رقية الدرهم "المزاعم التي ساقتها حيدر بأن مجلس حقوق الانسان الوطني هو مجلس صوري وشكلي ليست صحيحة بتاتا، فلقد كانت هناك مواقف جريئة للمجلس بالمغرب وله مواقف جريئة وله فرعان في مدينتي العيون والداخلة الصحراويتين يبحثان بكل الحيثيات والقضايا التي تتعلق بحقوق الانسان . نعم هناك خروقات لحقوق الانسان ولكن ليس بالحجم الذي ساقته امينتو حيدر وشركائها في هذه الندوة .
الدرهم عبرت عن استيائها واستهجانها من الديموقراطية السويدية بالقول "لا يمكن فهم الديمقراطية السويدية التي تنصت لبعض الاشخاص وترفض الاستماع لأغلبية الصحراويين، فحزبا الاشتراكي الديمقراطي والبيئة السويديان منظما هذه الندوة هم من طردونا وهم يحكمون السويدي ويحملون شعار الديمقراطية وحقوق الانسان في العالم" .

قمع ودكتاتورية وتكميم افواه
الدرهم اعتبرت ذلك بأنه تكميم أفواه مارسه البرلمان السويدي ضد الصحراويين، مؤكدة "لقد قيل لنا إن نستمع فقط لإمينتو حيدر ويمنع علينا طرح أي سؤال أو التعبير عن آرائنا، وهذه جريمة بحق الديمقراطية وحقوق الانسان التي تطالب بها هذه الانفصالية".