انتشر أمس (الأحد) كالنار في الهشيم خبر ترحيل السلطات المغربية للإعلامية المصرية ريهام سعيد على خلفية استغلالها رخصة من المركز السينمائي المغربي لتصوير مناظر خارجية سياحية وإجراء حوار مع المطرب سعد المجرد عبر مواقع مغربية ومصرية وخليجية ولبنانية. وكانت "أنفاس بريس" من بين المواقع التي نقلت الخبر لطبيعة الفضول الذي "يسكن" بعض "الصحافيين" المصريين والخليجيين حول مواضيع "السحر" و"الدعارة" بالمغرب. وقد سال مداد كثير بخصوص مقالات وبرامج بثتها قنوات مصرية على الهواء "تحرشت" بالمغرب ملكا وشعبا، بل هناك ممثلون مصريون حلوا ضيوفا فوق العادة على مهرجانات سينمائية مغربية نعتوا المغرب بـ"الماخور". من هنا أثيرت الضجة حول زيارة الإعلامية ريهام سعيد للمغرب، ولمراكش، ولجبل "شمهروش" المعروف في الثقافة الشعبية المغربية بملك ملوك الجن، لاسيما وأن ريهام سعيد التي تطل على المغاربة عبر قناة "النهار" المصرية مشهورة في برنامجها الشهير "صبايا الخير" بالتطرق لهذا النوع من المواضيع.وكي يرفع موقع "أنفاس بريس" كل هذا اللبس اتصل بريهام سعيد وأجرى معها هذا الحوار الذي قالت فيه "أتيت هنا وأنجزت حلقة رائعة عن المغرب، تتضمن أشياء جميلة عن المغرب ومناظر جميلة. المغاربة يرحبون بنا بحفاوة ولا يمكن أن أسيء إلى بلد عربي وأساهم في خلق التوتر في العلاقة بين البلدين، أنا اسمي كبير ونسبة مشاهدة برامجي عالية جدا وبرنامجي رقم واحد بمصر ولا ينفع أن أفعل ذلك. وأؤكد أنا السلطات المغربية لم تطلب مني المغادرة بل للعكس مدَّدْتُ زيارتي يومين بسبب حفاوة الاستقبال التي تلقيتها بالمغرب."

انتهى كلام الإعلامية المصرية ورفع كل لُبس ومعذرة لريهام سعيد (نيابة عمن نعتتهم بالصحافة الصفراء) ولكل الصحافيات والصحافيين الشرفاء

بعد أن رنَّ هاتف الإعلامية "ريهام سعيد" أجاب شخص مكلف بالتواصل وأخبرها أن المتصل من جريدة "الوطن الآن" المغربية وموقعها "أنفاس بريس". بعد التحية، أجابت "ريهام سعيد" بهدوء وثقة وابتسامة مسمُوعة، وليس ذلك بغريب على إعلامية تمرست في البرامج التلفزيونية التفاعلية والحوارات المثيرة مع أغلب الشخصيات المصرية الفنية والسياسية والإعلامية وعموم المواطنين.

ريهام سعيد: أقلك إيه.. إيه كمية الصحافة الصفراإلي عندكم في المغرب؟ حتى حين استفسرت أصدقاء مغاربة لي، قالو أن تلك المواقع معروفة بأنها صحافة صفرا. عندكو صحافة صفرا كثير بالمغرب.

أنفاس بريس : لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نحاكم المواقع الإلكترونية المغربية وكل يعمل حسب قناعاته المهنية. واتصالنا بك هو في إطار توضيح ردك حول ما يروج بخصوص إجبارك على مغادرة البلد بسبب ما تمَّ وصفهُ بالتحايل على وزارة الاتصال والمركز السينمائي المغربي، لتصوير برنامج عن الدعارة و الشعوذة و الجن بالمغرب.. فحقك في الرد هو حق مكفول وتضمنه القوانين الوطنية والدولية؟

ريهام سعيد :طيِّبْ .. أولا : لدينا تصريح سأبعثه لك، وهو موجود لدى مستشارنا الإعلامي، هذا التصريح يوضح أننا سنصور مع المطرب المغربي "سعد لمجرد"، وقد طالب في آخر اللحظات بـ 60 ألف دولار، وهذا مبلغ كبير بالنسبة لمطرب صاعد. وبحوزتنا أيضا تصريح للتصوير بست أماكن سياحية. مراكش وطنجة والرباط و(كده).

أنفاس بريس : هل التصريح بخصوص التصوير بست مواقع بالمغرب كان ضمن ترتيبات تصويرحوار معسعد لمجرد؟

ريهام سعيد : لو كان التصريح يخص فقط التصوير مع المطرب سعد المجرد،لما منحتنا السلطات الترخيص بالتصوير في هذه الأماكن العديدة، فلا يعقل أن آخذ المطرب "سعد لمجرد" وأطوف به البلاد. يقولون أن السلطات المغربية طالبتني بمغادرة البلاد، أنا أؤكد أني لم أر هذه السلطات ولم تتصل بي. منذ حلولي بالمغرب وجدت أناسا رحبوا بي بحفاوة، ولدي جمهور كبير بالمغرب. لم تتعرض لي السلطات من قريب أو بعيد، وعندما كنا نصور في مكان ما،كانت الشرطة تطالب فقط بالتصريح. ثم تتطلع عليه وتتركنا نباشر عملنا.

أنفاس بريس : إذن يمكن أن نقول : الإعلامية المصرية "ريهام سعيد" تنفي جملة وتفصيلا ما راج ولم يقع أي طارئ أو شيء غير عادي خلال فترة تصويرها لبرنامجها بالمغرب؟

ريهام سعيد :  لا .. لا .. كنا سنصوِّرُ في منطقة "سيتي فاضمة" وصعدنا إلى "الجبال إلى اسمها إيه دي ؟ مش عارفة" ولما شاهدونا في الطريق إلى هناك تخيلوا أننا نصعد للتصوير في شمْهُــورَشْدا ولا إيه؟ شمهــــورش.

أنفاس بريس : جبل شمهروش بالمغرب معروف،واسم شمهروش معروف في الثقافة المصرية، وكانت المطربة المصرية "ليلي علي"، قد أنجزت برنامجا فنيا معروفا في سنوات التسعينات قـُدِّم بقناة مغربية، ووظفت هذا الاسم رمزيا للجولان فنيا عبر الدول العربية. وموقع شمهروش معروف بالجن. فكيف ستقنعين القرَّاء والمتتبعين بأنك لا تعلمين بهذا الاسم وذلك الموقع وما يُحيط به من ظروف ووقائع؟

ريهام سعيد : نعم،شمهروش .. شمهروش.. نحن لم نتوجه إلى "شمهروش" ولم نصوِّر هناك، أنا أريدكم أن تؤكدوا للمغاربة على لساني أني لو كنت أريد أن أنجز عملا يسيء للمغرب حول الدعارة أو السحر، لن أدخل باسمي وصفتي المتعارف عليهما إعلاميا، ولن أطلب من السفارة أن تأخذ لي إذنا بالتصوير،كنتسآخذ معي كاميرا صغيرة وتأشيرة سياحة وأفعل ما أشاء وأعود لبلدي ككل سائح، لو كنت أستهدف خبطة صحفية عن الدعارة لن أدخل للمغرب بصفة إعلامية.

أنفاس بريس :أنتِ إعلامية معروفة تنفين كل ما قيل على خلفية زيارتك للمغرب قصد التصوير، وهذا حقك في الرد الذي لبس ثوب النفي. لكن لا يُمكن أن تنكري أنك سبق وأن شاهدت برامج وتصريحات تتعرض للمغرب بخصوص الدعارة والشعوذة خصوصا من طرف إعلاميين من أبناء بلدك..

ريهام سعيد :  - تـُقاطع - .. أيوا .. أيوا .. بَسْ..

أنفاس بريس :في نظرك، لماذا يستهدف الإعلاميون والفنانون المشهورون أبناء بلدك المغرب ويصوِّرونه  فقط على أساس أنه ماخور وبلد دعارة وشعوذة؟

ريهام سعيد : أقل لحضرتك حاكَة.. التقينا إعلاميين هنا بالمغرب ليس فقط من مصر من كل الإعلام "إم بي سي" الخليج.. الناس الذين يفعلون ذلك هم مراسلون "صُغيَّرين إلِ في القنوات". يعني مراسل صغير يشتغل في قناة إخبارية ينجز تقريراعن جبل "شمهروش"، لن يضره ذلك في شيء، لكن أنا "وَحْدة" إعلامية كبيرة لا يُمكن أن أضحي بجمهوري بالمغرب.  أنا عندي صفحة على الفايسبوك بها"9 مليون" منهم "مليون ونص" مغربي،ولا ينفع أبدا أن أضحي بجمهوري المغربي، أنا الآن في المطار لم أستطع المغادرة بسبب كثرة أخذ الصور مع المغاربة المُعجبين.

أنفاس بريس : لكنأنت إعلامية مشهورة بالجرأة وبرامج كسر الطابوهات وتتعرضين لهذه النوعية من البرامج بشكل كبير. ربما التشويق والإثارة والسبق الصحفي دوافع لتصوير مثل هذه التقارير؟

ريهام سعيد :أنا أتكلم عن الدعارة والسحر في مصر. عندما أتكلم عن مشكلة تخص بلدي أتعرض لها لتجد طريقا للحل، وليس لي الحق أن أطرح مشاكل غيري. مسألة أخرى يجب أن أوضحها : ( عندما أتحدث عن الدعارة والمخدرات والسحر وعن "الحِلو والوِحِشْ" في بلدي  أتعرض للحسن والقبيح، لكن أن أنجز ملف لقضية تخصُّ المغرب وأحصرها فقط في موضوع سحر، سأكون بذلك مسيئة للمغرب، وأنا أكبر من أن أصنِّفَ المغرب بأنه بلد سحر أو دعارة. الدعارة والسحر توجدان بكل البلدان العربية (مصر والسعودية وفي سلطنة عمان وكل بلد عربي ستجد فيه سحر ودعارة).

أنفاس بريس : المغاربة يعاتبون أصحاب التقارير الإعلامية والتصريحات والأعمال الفنية المصرية التي تـُسيء للمغرب، ويتساءلون سؤالا استنكاريا : هل هكذا تردون الجميل لبلد وقفت إلى جانب الثورة المصرية وساندت الشعب المصري بكل عفوية؟

ريهام سعيد : "أنا ليس لي دعوة بذلك". أتيت هنا وأنجزت حلقة رائعة عن المغرب، ورحب بي الناس بشكل كبير جدا، وتمت معاملتي أحسن معاملة، لم أقابل أحد إلا وقال لي : هذا بلدك الثاني وسيَمُرُّ هذا على الشاشة خلال عرض الحلقة.الحلقة مدتها ساعة و"شويَّة"، تتضمن أشياء جميلة عن المغرب ومناظر جميلة. المغاربة يرحبون بنا بحفاوةولا يمكن أن أسيء إلى بلد عربي وأساهم في خلق التوتر في العلاقة بين البلدين، أنا اسمي كبير ونسبة مشاهدة برامجي عالية جدا وبرنامجي رقم واحد بمصر ولا ينفع أن أفعل ذلك. وأؤكد أنا السلطات المغربية لم تطلب مني المغادرة بل للعكس مدَّدْتُ زيارتي يومين بسبب حفاوة الاستقبال التي تلقيتها بالمغرب.