الخميس 2 مايو 2024
سياسة

سابقة خطيرة: رئيس المجلس العلمي للمضيق يرتد عن أمير المؤمنين لفائدة مرشد الإخوان المسلمين !

سابقة خطيرة: رئيس المجلس العلمي للمضيق يرتد عن أمير المؤمنين لفائدة مرشد الإخوان المسلمين !

اتهم توفيق الغلبزوري (الأستاذ بكلية أصول الدين، ورئيس المجلس العلمي لعمالة المضيق) يونس مجاهد (رئيس المجلس الوطني للنقابة الوطنية للصحافة) بالطعن في الدين والعقيدة وثوابت الأمة المغربية بعد أن نشر هذا الأخير، ضمن عموده الصحفي بجريدة الاتحاد الاشتراكي، تعليقا على ما تعرفه تطوان من صراع حزبي داخل حزب العدالة والتنمية، على خلفية الانتخابات الجماعية الأخيرة، والذي انتهى فيه إلى تأكيد أن ما يجري هناك يحيل على زمن الفتنة الكبرى الذي يقدم دروسا بليغة "حول التأثير الكبير الذي تلعبه الطموحات السياسية، والتي جعلت حتى الصحابة يخلعون جلباب الدين ويتقاتلون فيما بينهم، من أجل السلطة والمال، فما بالك إذا كان الأمر يتعلق بمواطنين، في القرن الواحد والعشرين، حاولوا التستر خلف الشعارات الدينية، لخوض غمار السياسة. حكَّ قليلا، يذهب التدين وتظهر المناورة السياسية".

والمثير أن الغلبزوري عوض أن يجادل في موضوع الإشارة إلى "الفتنة الكبرى"، وحقيقة ما جرى في الشمال من تداخل التدين والمال والسلطة، نجده يطبع اتهامه بنبرة تحريضية تدعو "كل من يحب صحابة رسول الله أن يذب عنهم الكذب والطعن، وأن يرد على هذا الكلام المتهافت والمتهالك".

وبالنسبة إلينا فخطورة ما كتبه الغلبزوري لا تكمن فقط في موضوع الاتهام، أو في اختياره المبطن للدفاع عن "البيجيدي"، ولكن في هذا النزوع التحريضي المشوب بنبرة التكفير لدى رجل تؤكد سيرته العلمية أنه صاحب عدد من المؤلفات، ومؤطر لشهادات الإجازة والماستر والدكتوراه، وعضو في مجالس علمية، خاصة أن الغلبزوري خارج هذ العمل الأكاديمي لم نسمع عنه يوما أنه تحمل مسؤوليته، كباحث جامعي وكخريج للقرويين، في إعلان الحرب على ظاهرة التطرف الديني التي تهدد مجتمعنا وتهدد حقيقة تماسكنا الاجتماعي والديني وثوابت الأمة المغربية. مثلما لم نسمع، في أي يوم، تدخلاته بخصوص قضايا الشأن العام من قبيل الإفتاء الظلامي، التنديد بواقع الفقر والهشاشة وغيره. لكن بروفيل الرجل سيتضح لنا أكثر حين تنفتح صفحته على الفيسبوك حيث تطالعنا في الشهر الماضي (على سبيل المثال) لينكشف القناع عن القناع. ومن أبرز ما تحفل به هذه التدوينات الاحتفاء الصريح ما بأنشطة وصور جماعة الأخوان المسلين وتنظيمها الدولي. من ذلك مثلا اقتسام صور الرئيس المصري المعزول محمد مرسي رفقة أفراد من أتباعه يلوحون بأيديهم الحاملة لعلامة "رابعة"، وصور لطلبة الأزهر الإخوانيين. كما تشمل الصفحة صورة للرئيس التركي طيب رجب أردوغان في حفل افتتاح أحد المساجد بروسيا. والأنكى من ذلك أنه يتبنى تدوينة تصف حكام مصر الحاليين بالانقلابين في خلاف تام مع الخط الرسمي للسياسة المغربية، ومع مصالح بلادنا وتحالفاتها الاسترتيجية، ومع توجهاتنا العقائدية المدافعة عن إسلام وسطي متسامح ومنفتح في مواجهة التيارات الأصولية والوهابية المتشددة. ومن ثم وجب التساؤل:

من يهدد الثوابت فعلا، ويشوش على أمن وسلامة المغرب: عمود صحفي يدين التوظيف الديني في صراعات المال والسلطة كان ينبغي أن يرد عليه بالتي هي أحسن، أم رد مسؤول بالمؤسسة الدينية الرسمية يحارب الفكر والنقد بأدوات التحريض والتكفير؟

لأجل ذلك نقول دائما إن الحقل الديني الوطني لا يزال في حاجة ماسة إلى تطهير من كل من لا يخلط فقط بين المال والسلطة والسياسة، ولكنه يخلط أيضا بين الإسلام الذي ارتضاه كل المغاربة بقيادة أمين المؤمنين، وإسلام "رابعة" الموغل في الظلام، والمتربص بإجماع المغاربة في انتظار قومة منشودة أو نهضة سلفية متطرفة قاطعة مع أحلامنا في أن يكون لنا المكان الذي نستحقه في الحاضر والمستقبل.