شغلتني في الأيام الماضية أسفار بعضها عملي وجزء منها معرفي ثقافي عن الاهتمام بمحطات سياسية متقدمة في مسار خلاص الجزائر من عصابة السرقة والقتل والإجرام.. ومع أنني وضعت علامة استفهام كبرى حول إقدام رأس النظام ومن معه على الإطاحة بالسفاح محمد مدين المكنى بالتوفيق واستبداله بالسفاح طرطاق زعيم فرقة الموت الشهيرة، التي قادت عشرية سوداء كانت نتيجتها ما يربو على الربع مليون قتيل وربما مثلهم من المفقودين والمشردين في مختلف أصقاع العالم، مع ذلك مازلت على قناعة بأن الفجر الجزائري بات على الأبواب، وأن الفاعلين الاستعماريين يبحثون عن البدائل ليس في الجزائر وحدها وإنما في المنطقة برمتها.
لست مسرورا لتراجع أسعار المحروقات ولحالة الضيق الاقتصادي الذي يخيم بضلاله على الجزائر، ولا مسرورا بما آلت إليه حال الناس من يأس وإحباط بسبب إصرار جنرالات يعملون لأجندة لا علاقة لها بالجزائر بالحكم، ولكنني مستبشر بأن الخناق بدأ يضيق على الفاسدين المجرمين، وأن عهد محاكمة الشعب لمن أجرموا في حقه بات مسألة وقت ليس إلا..
كنت سباقا منذ وقت مبكر للانحياز للشعب الجزائري وخيرت المنفى وأهواله عن أن أستمر في العمل إلى جانب عصابات إجرامية مافيوزية، وأعلنت وقتها أن ذلك وحده لا يكفي، وأنني مستعد للوقوف أمام محكمة نزيهة عندما تتحرر الجزائر من المستبدين، واليوم وقد بدأت تباشير الخلاص تلوح في الأفق، لا يسعني إلا أن أهنئ الأجيال الجديدة، بالعيد أولا وبأنه سيشهد ميلاد الحرية الحقيقية التي لن تسقط الإجرام فقط وإنما أيضا، وهذا هو المهم، أن تنزع الخوف وتطرد صنم الاستعمار القديم منه والحديث، وهو حلم كنا نراه بعيدا لكنه يبدو اليوم أقرب من أي وقت مضى..
عيدكم مبارك سعيد، وكل عام والجزائر وأمة الإسلام بخير.
22 سبتمبر 2015