فاز فيلم "تمبوكتو" للمخرج الموريطاني الفرنسي عبد الرحمان سيساكو بجائزة الإخراج، في إطار الدورة الثامنة عشر لمهرجان السينما الإفريقية بخريبكة، جائزة تسلمتها بطلة الشريط كيكي عبد الجفري، جائزة منحت لفيلم يستحق أكثر من جائزة لقوته التعبيرية ورؤيته الفنية والتقنية المتميزة، لكن اختياره أصلا للمشاركة في مهرجان وطني، هو في اعتقادي معاكسة لقضيتنا الوطنية الأولى، الصحراء المغربية، على اعتبار أنه فيلم شارك في ما يسمى "بمهرجان الداخلة" بمخيمات تندوف، أي أن صاحب الفيلم قدم فيلمه لجمهورية وهمية، بل وحضر وألقى كلمة مناوئة للمغرب والمغاربة. والأدهى من ذلك أن أحد أبطال هذا الشريط، وهو المدعو سالم داندو (مدير دار السينمائيين الموريطانيين)، قاد حملة شنعاء ضد المغرب انطلاقا من مخيمات العار، وما زال يشن هذه الحملة بشكل هستيري (لقد تابع أصدقائي على الفايسبوك المعركة التي نشبت بيني وبينه ودفاعي المستميت عن بلدي المغرب و وحدته الترابية)..
مهرجان خريبكة، ورغم أهميته، باعتباره محطة سينمائية يتلاقى فيها المغاربة والأفارقة، يحتفلون بالسينما في أحلى صورها، إلا أنه في الدورات الأخيرة أضحى فضاء للفوضى وتضارب المصالح وتحكم الفرد المؤسسة في رقاب البلاد والعباد وحشد زمرة لا علاقة لها بالسينما، لا هم لها إلا التصفيق والتطبيل دون مراعاة مصلحة الوطن والسينما الوطنية بإخضاع الأفلام المشاركة لانتقاء حق تكون فيه مصلحة المغرب هي العليا..
لست أدري ما موقف ساكنة خريبكة الأبية، وما موقف الجامعة الوطنية للأندية السينمائية التي أضحت مجرد متفرج وشرعيتها التاريخية تداس بأحذية بلاستيكية متسخة..؟..
نحن جميعا نحب السينما الجميلة والمخرجين المتميزين والمهرجانات الجادة، لكننا لا نحب الديكتاتورية العرجاء والسينمائيون الحفاة والانتهازيون الذين يفضلون قضاء سبعة أيام، أكلا وشربا، على حساب تاريخنا المجيد المهدد بالتشويه والمسخ...
أنا سينمائي لكنني مغربي أولا وأخيرا، أحب الناس جميعا، خاصة الإخوة الأفارقة، لكن لا أسمح لكرامة وطني أن تهان.