الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

العلامة الحسيني: إلى شيعة العرب.. حجوا کإخوانکم المسلمين

العلامة الحسيني: إلى شيعة العرب.. حجوا کإخوانکم المسلمين

لا ريب من أن واحدة من أهم الأهداف الرئيسية التي عمل ويعمل عليها نظام الولي الفقيه في إيران ومنذ فترة قصيرة من استلامه السلطة في بلاده، هو التأثير على الکثير من المفاهيم والأفکار والمسائل العريقة والمتجذرة بين أطياف وشرائح المجتمع الإسلامي والعربي في طول وعرض الوطن العربي والسعي لطرح مفاهيم وأمور مستجدة هي في واقع أمرها أغرب ماتکون عن الساحة العربية.

وقد بدأ ومنذ العقد الأول من استلامه دفة الحکم بالترويج لمفاهيم نظير(الإسلام المحمدي الأصيل) و(الصحوة الإسلامية) وما أسماه (عملية الحج العبادية السياسية)، وقضايا أخرى من هذا القبيل، وهو بطرحه لهذه المفاهيم الثلاث تحديدا، سعى وبطرق وأساليب مغالية في خبثها ولؤمها لشق وحدة صف الأمة العربية بشکل خاص والأمة الإسلامية بشکل عام من أجل فرض وصايته ونفوذه على العالمين العربي والإسلامي.

وعلى الرغم من أن هکذا مفاهيم غير سليمة في جوهرها لکونها کلمة حق يراد باطل وبدعة وضلالة، فإن قطاعا لا يمکن الاستهانة به من الأمة العربية قد انخدعت بهذه الأضاليل وتصوراتها على ظاهرها البراق. ومن هنا فقد نفذ النظام الإيراني إلى عمق مجتمعاتنا العربية وشوه مفاهيم عبادية جبلت عليها مجتمعاتنا العربية من زمن بعيد وبذل کل ما بوسعه من أجل تصوير تلك المفاهيم على أنها (إسلام أمريکي) أو (إسلام مشبوه)، فيما أوحت من خلال تنظيمات وتجمعات فکرية ـ سياسية ـ عسکرية تابعة لها في العديد البلدان العربية إلى أن الإسلام الحقيقي والواقعي و(المحمدي الأصيل) يتمثل في هذه التظيمات المشبوهة العميلة الخاضعة أساسا لنفوذها.

وعلى الرغم من تلك الجهود الجبارة والاستثنائية التي بذلها النظام الإيراني، فإنه لم يفلح من بسط نفوذه  وهيمنته على مختلف القطاعات والشرائح الاجتماعية العربية وذلك سعى للنفوذ مرة أخرى إلى العمق الاجتماعي العربي من خلال استغلال شعيرة الحج العبادية البعيدة کل البعد عن عالم السياسة وأحابيلها وحيلها من أجل حرف الأنظار عن أصل القضية ودفع حجيج بيت الله الحرام صوب مسألة مشبوهة هي في واقع أمرها مجرد بدعة لم نسمع بها من آبائنا ولا أجدادنا ولا جائنا شيئا بصددها من السلف الصالح أو المراجع الرشيدة وقد تسبب هذا السعي الخبيث إلى تشويش أمني محدد تمکنت الأجهزة المختصة في المملکة العربية السعودية من السيطرة عليها ووأد المؤامرة في مهدها مثلما حدثت لسنوات ماضية أيام کان الولي الفقيه السابق على سدة الحکم. واليوم فإن النظام الإيراني وبعد أن وصل إلى مفترق بالغ الخطورة وباتت أوراقه مکشوفة لکل العالم الإسلامي تقريبا، فإنه يحاول مجددا تجربة حظه العاثر بهذا الخصوص.

وإننا بصفتنا  نمثل المرجعية الفکرية ـ السياسية للشيعة العرب، فإننا ندعو الشيعة العرب بشکل خاص وکافة الشيعة بشکل عام، إلى عدم الانجرار خلف الأحابيل والدسائس الخبيثة والبعيدة کل البعد عن روح الإسلام ومعانيه السامية والتي يبثها النظام الإيراني من أجل حرف الأذهان وتشويه المفاهيم من أجل بلوغ غايات وأهداف سياسية محددة وإن المجلس الإسلامي العربي في لبنان الذي دأب منذ تأسيسه على إرشاد الشيعة العرب لما فيه خير أوطانهم وأمتهم العربية وتوضيح تلك الملابسات والإشکاليات التي يتعرضون لها بسبب من التلاعب بالمفاهيم وطرح بدع جديدة ما أنزل الله تعالى بها من سلطان، يحث الشيعة العرب بأن يکونوا حذرين وفي يقظة تامة من هکذا ألاعيب خبيثة وماکرة تستهدف فيما تستهدف شق وحدة المسلمين وإشغالهم بأمور جانبية ليس فيها أي صلاح وخير للمسلمين.. وإننا ندعو کافة إخواننا من الشيعة العرب بشکل خاص و المخدوعين بهکذا أراجيف باطلة، أن لا يخلطوا صالح الأعمال بطالحها وأن لا يلتبس عليهم الأمر ويحجوا کما يحج سائر إخوانهم المسلمين.