السبت 23 نوفمبر 2024
منبر أنفاس

قصيدة الشاعر العراقي،فواد الكنجي: الغضب

قصيدة الشاعر العراقي،فواد الكنجي: الغضب
عصف الغضب
في شرايين القلب .. غضبا
ومد موجه،
في شرار البرق ..  سحبا
هزا رعدا،
في حنجرتي
فأمطر الصراخ  ..  
صراخا
حتى اغرق الذات،
بعمق الصراخ  ..
صراخا ....
من   كدر
ومن كمد
بما ينشر الموت أكفانه،
في الوطن
بموج رصاص ..
وقتل
وقنابل ..
ومجازر
مشدوهة
بحقد إرهاب ينهمر جحيمه
على الشعب لهبا
نار ..   و رماد
خراب ..   و دمار ...
أجيرا
 بالردى
يأخذ الأفق وهجه
يستبيح بالمدن،
جرائمه
نافذا سموم الريح،
إعصاره
والشعب في دوار الريح،
بالريح منكدا
بحمى غبار ماحق
على دروب
وهو بالأغلال مكبلا
يسير ..
ولا يسير ...
يستقي في دروب الوطن
نارا و جراحا
يحيى الآلام في مضجعه
سام  و دوار،
موجع
ليتمتم الناس،
في حاضر مفجع ..
 أيامهم
يواسيهم الظلام دربا
تعثر عليه الخطوات
في عتمة الطريق
بمحيط مدى مجهول
نحو موت محيق
تنتهي عند بابه
كل طريق ....!
خطف
و تهديد
و تهجير
و نزوح
و اغتراب ...
يسترخي في أكفانه المسير
بما لا يطيق
.....!
ليثر
 في الأعصاب غضبا
وهجا .. و حشرجة
....
غضب في الصدر غضبا
يزلزل الأرض
شرارا .. و لهبا
...!
فثر
واكسر القيد
ثائرا ثورة،
بنار الغضب
لهبا ..
و نارا
لنحرق الطغاة
ومن باع الوطن
في المزاد
وعاث الخراب
 في البلاد
وسالت بدربه الدماء
ليغص حمى الجراح فينا
ليهب الغضب
شيبا
وشبابا
لثورة ثائر،
شد بالغضب غضبا
إصرارا
وندا
وعنادا
لدحر الذل بحمى البراكين،
يشعلها الشعب
 مقاوما
ثائرا
قاهرا الطغاة ...
....
ليعلو
لنعلو السماء
مجدا ..
و  بهاء
...
نهب كالريح .. والرياح
ثورة
لتحرير الوطن ..
لمجد العراق
....
غضب
يعلو بنا غضبا
لندوي،
كشرار البرق،
في رعده زلزالا
نزلزل الأرض
في جمرة الغضب
فوق رؤوس الطغاة ..
و الإرهاب ..
ولصوص الوطن ..
 والكلاب ....
لنخلفهم وقودا
لطعم الرماد
....
وستمطر سماء العراق
جمر ..
و كبريت
لحرق الطغاة،
أجسادهم
بموت أكيد
...
فنارنا،
يلد  نارا ...
والغضب غضبا
...
بالسلاح نقاوم .. وسنقاوم ..
ولا نساوم
...
وقدما
نتقدم
دون كلل
و دون ملل
حتى نبيد الأعداء
من ارض الوطن
...
أقوياء من قوم، نسله
من نسل (تموز)
 و (كلكامش)
و (اشور)
و (سنحاريب)
......
نسل رافدين،
لا يعيش عبيدا
ولا يبيد بالذل
إن أوقد الغضب،
في أوتار العروق ....
وقد
أوقد
الغضب ....!
فلن يطول
 يوم الطغاة،
على ارض الوطن ..
لن يطول ....
ولا فكر الظلام
والقتل
والحواجز
والرصاص المفتوح،
في شوارع البلاد
لتجفيف الأرض
لقتل الأرض
....!
ولكن ارض الرافدين
لن تجف
 مهما جمر رمال الأرض
فالزهر طالع،
لخصب  آت ....!
هو تاريخنا
تاريخ الحضارات
....!
قيل عن فان  العراق
ما مرا عليه عام
دون حرب
وجوع
ودمار
وخراب ...!
فقد آن الأوان
لتصحيح المسار
لخارطة الشمس .....
لا عنف
ولا دمار
لنرسم البلاد
في الشمس
هدف عنه لا نحيد
حتى نبني
مجدة  في العلا
 ونعيد .....
لان في العراق
رسم
في مطرحه
الشمس ... شرارا
تهب شرارا في الغضب
وتلتهب ..
إن اعترى وجه جرح  ...، لثار
بركان من غضب
في زفيره
يهب  الشعب ثائرا
بثورة الرجال
لبناء
لتحرير
ارض الوطن ....
.....
فأي وجه لإرهاب
هذا الذي يتيه وجهه في الظلام،
بالقتل ..
والخراب ..
ودمار الأرض والإنسان .....
....!
لتمسي الأشباح
في لياليه
دون وجه
في ليالي العراق ...!
لتسقط المدن
مدينة .. مدينة ....
لتقطع شرايين الحياة
تحت الكوابيس
لتجرف أيام الوطن  
والناس  فيه
تحت
الفراق
والغربة
 والحنين
منزوحة
مهجرة
 معزولة
تستقي مر الحياة ....!
ليعبق الموت
روائحه في الرياح
شرقا وغربا
شمالا وجنوبا
يغطي مساحة الوطن
ليصبح الحزن
والهم ..
والجراح،
لغة ثانية ..
وعنوان الإنسان في الوطن
تقطع شرايينه
من ويلات
الصراخ
 والفجع
ومتاعب العقل والروح
...!
فكيف لا ينفجر
الغضب
 ....!
كيف لا ينفجر
الغضب
 ....!
 
كيف لا ينفجر
الغضب،
في عروق إنسان الوطن
في شرايين
الجسد
والقلب
 والأعصاب 
وهي تتلبد
كغيوم في السماء
لتصبح سمائنا
سماء الغضب
تنفجر
برعدها
وبرقها
وشرارها
وإعصارها
لهلاك
من عاث الخراب
في الوطن
....!
هي ثورة،
 ثورة الغضب
لهلاك .. ديدان الإرهاب الزاحف،
على تربة الوطن ....
هي ثورة الخروج
من الصمت
والكمد
المطبق على الأنفاس
.....!
أنها ثورة الغضب
بوجهها الناري
تعتري
لإبادة الذل
والطغيان
تنفجر
من مسامات أجسادنا
من عروقنا ..
من شراييننا الثارة ..
نارا .. و بركانا
ولن تهدا
إلا و الوطن
سيد الأحرار