الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

فاطمة مستغفر:القبرة والصياد

فاطمة مستغفر:القبرة والصياد

قرات وأنا في الصفوف الاولىمن التعليم الابتدائي درسا لم ولن أنساه أبدا، عنوان هذا الدرس : "القبرة والصياد" ، ذكرني به السيد بنكيران وهو يعرف مدى احترامي ومحبتي له وكذا مدى صراحتي حينما يستدعي الأمر ذلك حينما أرى أصدقائي الفائزين في الانتخابات منتشين وكانهم عادوا من فتح فلسطين.

أعود الى الدرس الذي يحكى أن صيادا اصطاد قبرة صغيرة فقالت له كما ترى أنا لا أسمن ولا أغني من جوع، فهلا سرحتني مقابل ثلاث حكم سينفعونك مدى حياتك. قبل الصياد المقايضة، فقال لها هاتيها: ردت عليه، الأولى سأعطيك اياها وأنا بين يديك،  والثانية وأنا فوق الشجرة، أما الثالثة سأعطيها لك وأنا طليقة في السماء. وافق الصياد على شروط القبرة، وقال هات الاولى. فقالت له - وهذا بيت القصيد: *لا تفرحن بما أتاك- * فأطلق الصياد القبرة لتقف على غصن الشجرة، وتقول: *ولا تأسفن على ما فاتك *.وحينما طارت في الفضاء قال لها ويحك لقد خدعتني هاتي الثالثة، فردت عليه: أنت لم تستوعب الأولى والثانية لن أعطيك الثالثة.

ما أريد أن أقوله هو أنني لا أرى مبررا لكل هده الفرحة وكأننا قضينا على الفساد والاستبداد وكأننا ضامنون أننا سننجح فيما عاهدنا المواطنين عليه، وكأن المسؤولية العظمى تكمن في الفوز. فقط إنني، والله خائفة أن تتبخر أحلام المغاربة كما تبخرت

مع الاتحاد الاشتراكي ومع حزب الاستقلال ومع الحركة بالنسبة للبوادي. فكم منت بالفلاح والفلاحة بما لم يتحقق الزعيم" تشرشل " حينما فاز في الانتخابات وجاءت الوفود لتهنئته فقال قولته الشهيرة: " أتهنؤونني على ورقة يناصيب".

أقول للحزب الفائز في الحواضر، والحزب الفائز في البوادي : "لا تفرحا بما أتاكما ولا تكونا كالنمل، بل كالنحل يخرج من بطنه تنمية حقيقية وعدالة اجتماعية وبادية راقية لا تشكو من خصاص."