جلالة الملك :
كغيري من المغاربة , ساعة كل خطاب ملكي أسرح شؤوني إلى حين. ولا أعاود الوصل معها إلا بعد أن أكون قد أقرضت أذني لجلالتكم ( إقراض الأذن بمعنى تبعيض جزء من الجسد للإستماع إلى صديق كما في كتاب سياسات الصداقة لجاك ديريدا )؛ فأنا من الذين يعتقدون - كما هنري ميلر- أنه في هذه الدنيا قلما يتسنى للمرء أن يعيش بدوام حكمة كامل ؛لذالك فساعة كلام جلالتكم هو متح للمنسل من حكم واستجماعها في حوض للارتواء.
بكم ننشد الكمال في الحكمة .وكغيري من مواطني هذا البلد ,اسمح لنفسي القول ؛إني شريك جلالتكم في الآمال.
جلالة الملك :
بلغنا كتابة السيد رئيس مجلس الإدارة الجماعية لهولدينغ العمرانبعدم مشاركتنا كضحايا برنامج آكادير بدون صفيح في انتخابات 04 شتنبر 2015 . وحملناه مسؤولية مقاطعتنا . لقد حول هولدينغ العمران ممثلي الأحزاب في آكادير إلى محامين منافحين عن أداء شركة عمران آكادير العقاري في تنفيذ برنامج آكادير بدون صفيح .
جلالة الملك :
طيلة المدة الفاصلة بين بداية تنفيذ برنامج إعادة الإيواء (2004) وإلى حدود الإعلان السري الكاذب عن آكادير مدينة بدون صفيح (2010) وما تلي هذا الإعلان وإلى حدود اليوم (2015)من حبكة إدارية ملغومة لتصفية الملفات العالقة – في الحقيقة هي ملفات شخصية لمتعهدي تنفيذ برنامج آكادير بدون صفيح وليست ملفات ضحايا البرنامج - لم نلاقي من ممثلي هذه الأحزاب غير الصد والرد وأصابع في الأذان.
أحيانا – سيدي – كانوا يقومون ببعض الجهد . فيقدمون حججا تليق أن تكون كملحق بالمائة حجة الفاسدة التي تكلم عنها جوليان باجيني في "البطة التي ربحت اليناصيب ". من يعتقد فيها يكون غبيا بالتأكيد.رأيناهم يستصدرون فتوى من الوكالة الحضرية لإكادير تفيد بقانونية الإجهاز على المساجد والملاعب الرياضية والمدارس والحدائق ..لإستكمال برنامج آكادير بدون صفيح... !!
سيدي ؛ لقد حولوا ببساطة البقع المخصصة للمساجد والملاعب والمسابح والحدائق و التجهيزات الإدارية إلى مستودعات للبقع. عادوا إليها للتجزيء - بعد أن أعلنوا آكادير مدينة بدون صفيح – وقاموا ببيع البقع مع توفير محاضر تفيد أن المستفيدين الجدد هم من بقايا ساكنة صفيح آكادير. وشرعت الوكالة الحضرية لآكادير فعل الإجهاز على هذه البقع بدعوى اندراجها وفق قانون 25 / 90 وبدعوى مقاصدية ؛ استكمال مشروع إعادة الإيواء.
سيدي؛ لقد آكثروا من مشاهدة برنامج ناشيونال جيوغرافيك : خُلِقَ ليفترس.
جلالة الملك :
لا "غونتر غراس" في المدينة ( آكادير ) وحينما نتولى – كصفيحيين – قرع " طبل الصفيح" يعيروننا أننا لسنا بمواهب عظيم كتاب الألمان.
هل أخطأنا في عدم مدهم بتوكيل النيابة عنا في موضوع إعادة الإيواء؟
حز في نفسهم أن نكون مستقلين بالنظر في الموضوع. ولاحقونا بالاستصغار وشزر النظر. وعمموا الحجر والوصاية فألقوا بالكلمة الفصل. انتهى الموضوع. لو انتبهوا لوجدوا أن ما من موضوع يعتبر منتهيا بالنسبة لجلالتكم .
جلالة الملك:
تولى منتخبو آكادير توضيب - في غرفة القطع - فيلم ممثلي الإدارة الترابية والإسكانية والعمرانية حول تنفيذ برنامج آكادير بدون صفيح . وكوجه شارلي شابلن الحزين بدل أن يبكي مشاهديه صار لهم متعة إضحاك .
لقد جاء فيلمهم شبيها بفيلم "إيتوري سكولا" حول هؤلاء الكاريانيين ؛ المخيفين , القذرين و الأشرار. هؤلاء ال "بروتي" . ال "سبوركي". و " ال" كاتيفي (Brutti.sporchi e cattivi).
لا أعتقد – سيدي – أنهم كانوا يتصرفون كمنتخبين مغاربة . كانوا في مهمة الرجل الأبيض حاملين بنادق بعضها للحياشة وبعضها للصيد؛ لقد غنموا – في النهاية - 800 مليار سنتيم .وازدردوا 890 هكتار من بقع الدولة المدعمة .
عُصْبَة من المنتخبين حتى لا نقول عصابة . غيبوا بالجملة وتغابوا عن حقيقة برنامج مدن بدون صفيح كبرنامج أممي يدخل في إطار المجال المحفوظ لجلالتكم . يجري تصريفه في الجهات عبر الوالي / العامل الذي يتولى رئاسة لجنة الإيواء . غاب عنهم أن جلالتكم ستعرضون أمام الأمم المتحدة حصيلة المغرب في تنفيذ التزاماته الإسكانية .
إنهم يشبهون هؤلاء الذين ينظرون إلى ميزة الإيجاب في حرب أمريكا على الفيتنام ؛رغم موت ملايين الفيتناميين و موت 58 ألف جندي أمريكي فإن المحصلة كانت ايجابية؛ لقد انتشرت في النهاية بكثرة المطاعم الفيتنامية في بلاد العم سام. !!
إبادة خلائق الرحمن من أجل انتشار طعام.. ياله من بعد نظر.. !!كذاك هو حال من غزوا براريك آكادير.عَمَّدُوا - في النهاية - المدينة باسم آكادير مدينة بدون صفيح. نصر مغشوش..طالبوا من أجله أكاليل من ورد وغار..وكذبوا على ملك البلاد.. فالصفيح لما يزل في آكادير..
جلالة الملك :
هل كانت الدولة في حالة استثناء حتى يقوم الوالي / العامل بتعليق القانون من كاحليه وضربه بالسياط ليعترف أنه مندس بصفة جاسوس على عقد المدينة المؤطر لبرنامج آكادير بدون صفيح ؟ وهل كان المنتخبون مجبورين على اعتبار هذا العامل / الوالي ليس بحال ممثلا لجلالتكم وإنما هو هذا ال "أوميس فيلهو " ( الأعلى رتبة ) - كما في حروب إفريقيا الإثنية - الواجب الطاعة ؛لأنه يحارب هؤلاء ال "بروتي " المخيفين. وال " سبوركي " القذرين . و ال " كاتيفي " الأشرار.؟
جلالة الملك :
خُصِّصَ لإيواء ساكنة صفيح آكادير 890 هكتار.وهي مجموع مساحة إمارة الفاتيكان مضروبة في اثنين تضاف إليها مساحة مشروع تغازوت السياحي الكبير.
هذا الاستكثار من آراضي الدولة لإعادة الإيواء والذي ثم عرضه أمام جلالتكم بآكادير في 06 فبراير 2006 كان مجرد خدعة . مساحة 300 هكتار كانت لتفي بالغرض ؛ غير أن ممثل الإدارة الترابية و المسؤولين عن الإسكان والعمران قاموا ب " كراء " " جوقة المنتخبين" لتولي النياحة والبكاء على غير المحصيين من الصفيحيين فكان ملتمس 18 مارس الشهير2008 الذي وجه لوزير الإسكان حينئذ والذي من فرط سيولته العاطفية اتجاه الكاريانيين سارع بالاستجابة.
وبذالك ثم إدماج غير المحصيين في مخطط إنساني جليل المقصد عزيز المرام !!
لقد تصرف وزير الإسكان كما لو كان تلميذا لوزير إسكان جامايكا Edward Seaga في ستينيات القرن الفائت . من حسن الحظ أن وجد "لويد برادلي" الذي كشف عن الخلفيات السلطوية -العنصرية لوزير الإسكان الجمايكي لمحاربة الأوشاب الحضريين La racaille Urbaine في كتاب "حينما كان الريكي ملكا" Quand le Reggae Etait Roi . أما وزيرنا في الإسكان فلقد اكتشفنا أن الصيغة التي اقترحها على الدولة لإنشاء "هولدينغ العمران " إن هي إلا نسخة مقتبسة من L’AADL الوكالة الوطنية لتحسين وتطوير السكن .
منتهى الغرابة . وزير مغربي يستلهم نموذجا جزائريا لإدارة ملف العقار والسكن !!
جلالة الملك :
كان يكفي أن يقوم الوالي / العامل بتفعيل بند في عقد المدينة يقول إن "الحالات المتبقية " ( المقصود بها حزمة البراريك غير المشمولة بإحصاء 1998 )؛ يعود له الفصل فيها بما يقتضيه نظره ؛غير أن سيادته كان له في الأمر قصد تجاري – ربحي لا علاقة له بأي نبل إنساني اتجاه الصفيحيين غير المحصيين. فمساحة 890 هكتار كان لا بد من إعمارها من طرف كل دافع مال...
جلالة الملك :
كنا شهودا كيف حول وزير سابق في حكومة اليوسفي والذي أصبح عاملا / واليا على المدينة والإقليم بتواطئ مع المنتخبين ,الدولة إلى حصان شيتلاند صغير الحجم . سهل الركوب. باغتها باستنساخ عددا من الآف الصفيحيين ليس لهم من وجود إلا في مخيلته.
النتيجة ؛استنفاد وعاء الدولة العقاري لصالح صفيحيين وهميين ثم بيعهم بقع الدولة المدعمة . أحياء الفرح 1 والفرح 2 والفرح 3 وتمديد الفرح .خدعة . الكويرة خدعة . تيليلا خدعة. أباراز خدعة . آنزا العليا خدعة . أدرار خدعة . الحاجب خدعة . وحده الحي المحمدي حقيقة . وكان ممكنا استجماع كل ساكنة صفيح آكادير فيه .
جلالة الملك :
ذات عصبة المنتخبين والتي ضيعت على الدولة مساحة 890 هكتار و 800 مليار سنتيم تعود مجددا للمطالبة بالتصويت عليها في انتخابات 04 شتنبر 2015 وذات الوالي / العامل الذي كان سببا في رزية الدولة في وعائها العقاري وملئه بصفيحيين وهميين يعود كوكيل لائحة جهوية في الدار البيضاء.
سيدي- محمد السادس -الذي ودادنا به ورجائنا فيه واعتمادنا عليه ملكا وأخا وصديقا :
والي / عامل , مديرية الإسكان . عمران المدينة ومنتخبون, كما ثقب أوزون أسود ,ابتلعوا 890 هكتار و 800 مليار سنتيم يعودون طالبين عموم المواطنين التصويت عليهم .. !!
إنه لأمر "يوهو " ( مدهش ) بتعبير هنود كندا..
جلالة الملك :
كما طلبتم في خطاب ثورة الملك والشعب سأصوت.. ؛ولكنهم " لايحشمون" ...ولن " يحشموا" أبدا.. فمن يجرئ على الكذب على جلالتكم لا أعتقد أنه سيعسر عليه الكذب على المواطنين