الأحد 24 نوفمبر 2024
كتاب الرأي

نور الدين زاوش: المعطل و الانتخابات..وأصحاب المال وجها لوجه

نور الدين زاوش: المعطل و الانتخابات..وأصحاب المال وجها لوجه

في بلد تضرب فيه الأمية أطنابها، وينعزل فيه المثقفون في زوايا المقاهي وعلى ضفاف شاطئ البحر، يوغلون من التذمر، ويتلذذون بسب الأميين، ويتفنون في شتم المسؤولين الجاهلين، الذين يسيرون مؤسسات الدولة، ويتحكمون في مقدرات البلاد والعباد، دون أن يقوم هؤلاء المثقفون بأدنى جهد من أجل تغيير هذا الواقع الأليم، بل، وأحيانا، يمتعضون حتى من تلك القلة التي أدلت بدلوها من أجل التغيير.

من أجل هذا كله، وانسجاما مع أطروحة حزب النهضة والفضيلة القاضية بتشجيع الشريحة الشابة، المثقفة، الواعية والمناضلة على اقتحام الفعل السياسي، ارتأى ترشيح الدكتور محمد طاقي المعطل، الإعلامي والفاعل الجمعوي لخوض غمار استحقاقات الجهة، والذي سبق له أن تزعم لائحة الشباب على المستوى الوطني في الانتخابات التشريعية الأخيرة، قبل أن تُسقط الدولة لائحته لدواعي سياسية.

إن إقدام حزب النهضة والفضيلة على إقحام معطل حلبة السباق الانتخابي،والتي لا تحوي غير متسابقين فاحشي الثراء، لهي خطوة جريئة، وغير مسبوقة، ومن شأنها إيقاظ الضمائر الحية، وتحريك النفوس الطاهرة، وإعطاء فرصة للمواطن للاختيار بين الثقافة والمال، بعدما كان مجبرا على خيار واحد لا شريك له.

قد يقول قائل بأنه رهان خاسر أن يجابه معطل جهابذة المال والثراء، وأباطرة النفوذ والسلطة، إلا أن مشوار السياسة طويل، ووعي الناس يزداد يوما بعد يوم، وهو ما أكد عليه الربيع العربي، كما أن تحقيق المستحيل يبدأ بحلم.

من غير المعقول أن لا يكون في هذا البلد، على شساعته ورحابته، مكان للمناضلين الشباب، ومن غير المقبول أن تظل الساحة السياسية حكرا على شريحة نافذة متسلطة دون غيرها، لذا فقد دقت ساعة التغيير، وآن الأوان لكي يتحمل المواطن مسؤوليته كاملة غير منقوص منها شيء، مثلما تحمل حزب النهضة والفضيلة مسؤوليته السياسية والثقافية اتجاه مُنْتَخِبيه، وحتى لو خسر جولة من جولات التنافس، فلا شك أن يأتي يوم يربح فيه المعركة.