استطاعت الإبنة ماري لوبن التخلص من أبيها، الزعيم المؤسس للجبهة الوطنية جان ماري لوبن، الحزب المعروف بعدائه للمهاجرين والمسلمين بفرنسا بسبب تشبث لوبن الأب بالأفكار التي قيل عنها أنها معادية للسامية لما أمد في تصريحاته بأن المحرقة التي يتحدث عنها اليهود في اوشويتس البولونية، خدعة تاريخية ولا يمكن للعقل البشري أن يتقبلها، وأن عدد اليهود الذين تم إحراقهم واعتبر جان ماري لوبن بأن الرقم الذي يتحدث عنه مبالغ فيه.
ولتعبيد الطريق أمام الإبنة ماري لوبن التخلص من الأفكار التي تزعج مسارها السياسي في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، تم التضحية بالأب الزعيم الذي كرس حياته خدمة للأفكار المتطرفة والمعاداة للأجانب بفرنسا. و قد تمكنت الجبهة الوطنية بعد عدة ساعات فصل الأب الروحي المؤسس للجبهة الوطنية، بعد نقاشات ماراطونية معه، لفسح المجال لابنته ماري لوبن بخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة وتعزيز فرصها في مسعاها الرئاسي. وقد تمكنت اللجنة التنفيذية للجبهة الوطنية من فصل الزعيم التاريخي للجبهة بفصله احتكاما لأغلبية الجبهة. و يرى أنصار الحزب، على أن العجوز لوبن، البالغ من العمر 87 سنة ، يسيء إلى الجبهة الوطنية بتصريحاته النارية تجاه اليهود وتشكيكه في غرف الغاز إبان الاحتلال النازي، و هو ما قد يعرقل ترشح ومنافسة الإبنة ماري لوبن على كرسي الإليزيه في الانتخابات الرئاسية المقبلة.
و تحاول ماري، التي تسلمت قيادة الجبهة الوطنية في 2011، إدخال روتوشات ووصفات تجميل على الأفكار التي تتبناها الجبهة خاصة في المواضيع التي تتعلق باليهود حتى لا توصف بالمعاداة للسامية، لذا ستوجه اهتمامها لمناهضة المهاجرين ومحاولة زرع التشكيك في السياسة الأوروبية تجاه الأقليات، مع لتركيز على خطر "أسلمة أوروبا".