السبت 21 سبتمبر 2024
مجتمع

ليس دفاعا عن جمعية "تايري ن واكال"، ولكن...

ليس دفاعا عن جمعية "تايري ن واكال"، ولكن...

سارعت بعض الكائنات الافتراضية على مواقع التواصل الإجتماعي إلى خوض حملة مسمومة ضد مبادرة احتضان "تايري ن واكال" لندوة دولية حول "موقع الأمازيغية في دائرة البحث العلمي" استدعت إليها أساتذة أجــــلاء وجهابذة التحصيل الأكاديمي لمناقشة هذا الموضوع لراهنيته وأهميته.

وبدلا من دعم إنجاح هذا المنتدى الفكري،سارع مجموعة من الصبية من المُنتسبين للحراك الثقافي الأمازيغي، وإن بخلفية انتهازية ووصولية إلى حياكة خربشات على الفايسبوك للتشويش على المبادرة....

واتهم هؤلاء الصبية جمعية "تايري نواكال" بكونها نظمت هذا النشاط للمرة الرابعة على التوالي للتضييق ومحاصرة "أمغار أحماد"، الذي نكن له كل التقدير والإحترام، ولن نسمح لأحد بتعكير صفو احترامنا لهذا الرجل العظيم.

وفعلا فالأجدر أن يكرم زعيمه الحزبي هو المعطل الذي انتشله الزعيم من عطالة مرضية في جبال آيت باعمران واستقدمه إلى الرباط ككاتب إجراءات بمكتبه، ومن بعد انخرط النبي في دين قومه قبل أن يتدخل له بمعية آخرين لتوظيفه في القناة التلفزية التي تعرف نسبة مشاهدات برامج "إمدوكال أمغار" ضعفا غير مسبوق...ومن حق الشاطر والحادق أن يتسولوا تكريم ولي نعمتهم.

إن الحملة التي شنتها هذه الكائنات ضد "تايري ن واكال" لم نجد لها من مُبرر، سوى محاولة يائسة لابتزاز أطر الجمعية الذين اغلقوا صنابير "الأظرفة والإكراميات" لصحافة "البلاستيك" الذين ألفوا الصيد في الماء العكر وابتزاز مدراء المهرجانات الذين ينهبون المال العام، ولكن الأمر ليسوا كذلك مع جمعية تتضمن عضويتها كفاءات واطر لن تنطلي عليهم ألاعيب الصغار.

أما اتهام الفنانة تبعمرانت بكونها "أمية"... أولا هذه السيدة ليست أمية بل كانت أمية وواجهتها بصمود وتحدي، وكانت مثالا للمرأة المناضلة وقدوة لعامة النساء في تحدي صعاب طلب العلم والمعرفة، وزادها في ذلك ما يفوح من قضيدتها الشعرية "أَزْمْز نْتْغرِي هَانْ وُورْتْ ن فُوغِي غ مْزّي ولا الشّيب أرِيغ نْمُوتِي"، مما أهلها لأن تفتخر بها الإنسانية، لأنها واجهت اليُتم وحياة المرأة القروية في المغرب العميق وسيادة العقلية الذكورية في المجتمع المغربي في ستينات القرن الماضي... بفارق بسيط إن تبعمرانت تتلمذت في مراحل لاحقة من عمرها بينما أمهات هؤلاء المناضلين لم يبادر أبنائهن من تسجيلهن في أقسام محاربة الأمية.

إن مايجهله هؤلاء،كذلك، أن تبعمرانت لم يصنعها المقعد البرلماني ونجاحاتها سبقت تمثيليتها في البرلمان... بل هي صنيعة روعة فنها وجودة إبداعها الذي اخترق كل بيوت ايمازيغن وأفئدة عشاق الفن الغنائي الملتزم.

أما كونها تنظم هذا النشاط لمحاباة حزب التجمع الوطني للأحرار فهذا كلام مردود على أصحابه، وإلا ما معنى أنكم تريدون من "تايري ن واكال" أن تكرم أحمد الدغرني، وأن تخدم أجندة الحزب الأمازيغي وأن لاتخدم حزب سياسي آخر...ومهما كان الجواب ف"تايري نواكال" لن تخدم أحد، بل ستظل جمعية مستقلة عن كل الاحزاب.

إن هرطقات أصحابنا لم تفاجئ أحد لأن "تايري نواكال" كانت تنتظر الأسوأ بسبب نجاحها الباهر في تدبير الشأن الثقافي من موقعها كجمعية مدنية غير حكومية نجاح "تايري ن واكال".

عموما...كنا نتمنى أن تطرحوا بدائل وتسارعوا إلى تنظيم أنشطة تتجاوز "تايري ن واكال" في إطار تنافس مقبول وتدافع مشروع، ولكن قدَركم الإنزواء في الزوايا المظلمة لتبادل أعقاب السجائر وتبخيس مبادرات غيركم من المجتهدين... لا نتمنى لكم هكذا حال ولكن "وُورْد إسْ نْكيّس إلفْدام أيْك أحَايْك ولاَيْنّي أوْدّي تَاكَات أمِيكَا وِينْس".