الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
فن وثقافة

متنبي السينما عمر الشريف يبتدئ ب"صراع في الوادي" بمصر وينتهي بصراع في"روك القصبة" بالمغرب!

متنبي السينما عمر الشريف يبتدئ ب"صراع في الوادي" بمصر وينتهي بصراع  في"روك القصبة" بالمغرب!

إذا كان مسار أسطورة السينما العربية والعالمية عمر الشريف الذي ودعه العالم أمس الأحد وشيعه إلى متواه الأخير بمصر، كان قد بوأه العالمية بأفلامه الرائعة "لورانس العرب" و"الدكتور جيفاكو"، وحصد إثرهما على أعلى الجوائز السينمائية ك"غولدن غلوب". كما ترشح لجائزة الأوسكار، فإن ظلاله الفنية مازالت مخيمة على المشهد السينمائي العربي، سواء عند بدايات مشواره أو عند نهاياته، وفي البداية إذن سجل تاريخه الفني أول بطولة له مع  الفنانة فاتن حمامة في فيلم "صراع في الوادي" للمخرج يوسف شاهين، وهو الظهور اللافت بين النجمين اللذين ارتبطا معا حبا وزواجا قبل أن تفصل بينهما الشاشة والأضواء والغيرة والموت أخيرا، الذي عجل برحيل فاتن حمامة قبله بمدة قصيرة، وظل الشريف يسأل عنها وهو في حالة متقدمة من الخرف بسبب إصابته بالزهايمر.

وفي النهاية ربما قد يجهل الكثير أن آخر فيلم  للراحل عمر الشريف كان هو "روك القصبة" للمخرجة المغربية ليلى المراكشي المثيرة للجدل. فبعد فيلمها المطول "ماروك" الذي تحكي فيه عن قصة البطلة غيثة البالغة 17 سنة من أسرة ثرية بأرقى الأحياء بالدار البيضاء، والتي تقع في حب شاب يهودي وتعاني عدم القدرة على التأقلم مع محيطها وقيمه التقليدية، تعيد ليلى المراكشي نفس التيمات في صراع الأجيال مع العادات والتقالية. ويحكي الشريط "روك القصبة" الذي صور بطنجة وشارك فيه إلى جانب عمر الشريف مجموعة من نجوم السينما العربية كالفلسطينية هيام عباسي،  واللبنانيتين نادين لبكي ولبنى أزبال، عن أفراد عائلة مغربية تجتمع في الدار الكبيرة من أجل حضور مراسيم جنازة كبير العائلة (عمر الشريف)، وتصطدم صوفيا صغرى بنات الفقيد التي عاشت مدة طويلة بالولايات المتحدة عند حضورها لجنازة والدها بوجودها وحدها تغرد خارج السرب أمام  صعوبة كبيرة في التعايش مع العادات والتقاليد المغربية وتقرر التمرد.. واختيار المخرجة لعنوان الفيلم "روك الصخرة" هو تعبير منها عن التداخل بين الثقافتين العربية والغربية وتمثله أغنية بنفس العنوان اقتبسته من الشاب مطرب الراي الجزائري "رشيد طه"، حيث  تشير "الروك" إلى الموسيقى الغربية والقصبة تدل على الشرق أو المكان الذي ظهرت فيه موسيقىالراي.

المهم من وراء كل هذا هو أن عمر الشريف الذي بدأ بفيلم "الصراع في الوادي" بمصر ينتهي بصراع آخر يكون هذه المرة في القصبة بالمغرب، في دراما إنسانية تتحكم فيها مشيئة الأقدار. وكم  هي مسلية لعبة هذه الأخيرة أيضا عندما تتزامن عندنا مع قضية فتاتي إنزكان المتهمتين بلبسهما "الصاية " في رمضان.. فهل هي  مجرد صدفة ؟!!