الثلاثاء 7 مايو 2024
مجتمع

مراكشيون: غضب "اوريكة" أمامنا و"عوينة من جهنم" خلفنا

مراكشيون: غضب "اوريكة" أمامنا و"عوينة من جهنم" خلفنا

في كل مرة تعاد الكرة، وتجد معها هذه المنطقة الجبلية المسماة "أوريكة"، بضواحي مدينة مراكش، نفسها ضحية انجرافات وسيول فيضانات. وطبعا، فالعتب هنا ليس على القدر الذي لا راد له، ولكن لهؤلاء المسؤولين الذين لم يبق لهم ومنذ زمن، مبرر أو حجية، قياسا بالمثل القائل "ليس لمن لدغ من الجحر مرتين عذر"، مع أن أياد أصحابنا "تجدمات" باللدغات، وبالرغم من ذلك لم يحفظوا الدرس بعد. أما إن كانوا لا يريدون استيعابه فتلك حكاية أخرى أكثر خطورة وتستدعي نقاشا وطنيا حول مكانة هذا المواطن البسيط في أجندة اهتمامات مسؤوليه، وبماذا يفيد تعرضه لنفس النكبات وبنفس الأسباب وفي نفس الزمن والمكان دون أن تتخذ بشأنه أية مبادرة لإنهاء مأساته. وكأن ما يتكبده من خسائر متعاقبة في الممتلكات والأرواح لم يحرك شيئا في نباهة المسؤولين، ويدفع بهم فقط إلى انتظار الموعد السنوي ليعلنوا "متأسفين" عن عدد الضحايا وحجم المخلفات، ثم الاختفاء ثانية إلى حين وقوع مصيبة العام الموالي. وهكذا دواليك.

هذه السنة، لم تسلم المنطقة من غضب الطبيعة، وتعرضت لأمطار عاصفية خلفت وراءها كوارث مؤلمة، سواء تعلقت بإتلاف المحاصيل أو انقطاع الطرق التي تعد المسلك الوحيد للمواطنين هناك نتيجة تكدس الأتربة. أما انقطاع التيار الكهربائي فمشكلته لا يخفى على أحد تبعاتها، وما تقف وراءه من مضاعفات لحجم المأساة. وبهذا، صار سكان مدينة مراكش بالخصوص في حيرة من أمرهم أمام ارتفاع درجة الحرارة نهارا والتي تقارب الـ50، وتطلعهم للتخفيف منها بالانتقال إلى الضواحي مخافة السقوط في مطب ذهاب بلا عودة. الأمر الذي يجعلهم مضطرين لا أبطال لمعانقة نافورات المدينة، أما المتقدمين في السن أو من ليست لهم القدرة على ذلك، فيجدون مصير الإغماءات والنقل إلى إحدى المستشفيات كما حدث مع العديد من الحالات، عمق من صعوبتها شهر الصيام وما ينجم عنه من اجتفافات جسمية. فإلى متى سيظل هذا الواقع إذن، وإلى متى سيصحو المراكشيون يوما وهم لا يرددون "اللي بغا يموت يمشي لوريكة، واللي بغا العذاب راه فهاد العوينة من جهنم".