قبل كل بطولة كبرى تخوضها الأرجنتين، تعلو الأصوات المقارنة بين أسطورة "راقصي التانغو" دييغو مارادونا، وخليفته "المفترض" ليونيل ميسي الذي يعتبر أنصاره الأرجنتينيون أنه لا يقدم مردودا مع منتخب بلاده يوازي مستواه مع برشلونة الإسباني. وأضافت خسارة لقب "كوبا أميركا" نقطة تفوق جديدة في صف مارادونا، في إطار مقارنته مع "قرينه الأعسر" ميسي الذي فشل في قيادة المنتخب إلى بطولة كبيرة.
وبعد خيبة الأمل في ركلات الترجيح أمام تشيلي، إذ خسرت الأرجنتين 1-4 بعد تعادل سلبي في الوقتين الأصلي والإضافي، لا يمكن مقارنة "البرغوث" ميسي بـ"الولد الذهبي" مارادونا. فهذه المباراة هي النهائي الثالث الذي يخسره "ليو" صاحب الـ 28 عاما، بعد نهائي البطولة ذاتها عام 2007 التي فازت بها البرازيل، ونهائي مونديال 2014 الذي ذهب للألمان.
وبلغة الأرقام يتفوق ميسي على مارادونا الذي دربه في مونديال 2010، فقد سجل ميسي في 103 مباريات دولية 46 هدفا، بينما أحرز النجم المعتزل 31 هدفا في 91 مباراة. وتعطي الأرقام والإحصاءات مع الأندية تفوقا واضحا لميسي الذي سجل 412 هدفا في 482 مباراة، وأحرز لقب أفضل لاعب في العالم 4 مرات، وجمع 7 ألقاب في الدوري الإسباني و4 في دوري أبطال أوروبا. وفي المقابل، سجل مارادونا 311 هدفا في 589 مباراة، مع بوكا جونيور الأرجنتيني (عام 1981، ومن 1995 إلى 1997)، وبرشلونة (1982-1984)، ونابولي الإيطالي (1984-1991). ويبقى سجل "الأسطورة" أكثر تواضعا أيضا بإحراز الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم مرة واحدة، وكأس إسبانيا مرة أيضا، وبطولة الدوري الإيطالي مرتين وكأس إيطاليا مرة واحدة، وكأس الاتحاد الأوروبي (يوروبا ليغ حاليا) مرة واحدة.
لكن مارادونا سطر صفحات مضيئة في تاريخ كرة القدم الأرجنتينية، فقد كان أهم عامل في منح بلاده اللقب الثاني في كأس العالم عام 1986، حيث سجل 5 أهداف منها ثنائية في مرمى إنجلترا في ربع النهائي، بمساعدة من "يد الله"، ثم بذلك المرور الخارق من جميع المدافعين الإنجليز. وأهدى مارادونا زملاءه 5 تمريرات حاسمة، منها التمريرة الشهيرة إلى خورخي بوروتشاغا، الذي جاء منها هدف الفوز على ألمانيا في المباراة النهائية (3-2). وتتبقى لميسي بطولة كأس عالم سيخوضها وهو في عمر 31 عاما، ونسخة أخرى من "كوبا أميركا" سيكون سنه فيها 32 عاما، وبعد ذلك فمن غير المضمون أن يكون ضمن التشكيلة الأساسية للمنتخب.