الاثنين 13 مايو 2024
سياسة

على إثر الأخطاء الفادحة التي وردت في ما كتبه.. المغاربة يلقنون أحمد منصور دروسا في اللغة العربية

على إثر الأخطاء الفادحة التي وردت في ما كتبه.. المغاربة يلقنون أحمد منصور دروسا في اللغة العربية

لا شك في أن صحفي قناة "الجزيرة" أحمد منصور قد جر عليه ما لم يضعه في حسبانه، وهو يمس المغاربة في عمق شرفهم ونبل أخلاقهم، معرضا نفسه ومن يدور في فلكه لسخط لن تكفيه معه صدور ساكنة العالم لتحمل ردات فعله. فبعد سيل المقالات والتغريدات الفايسبوكية والرسائل الإلكترونية التي استهجنت أقوال منصور، وأجابت على تهوره المنحط بتعاليق أكثر وقعا. بدا بأن الأخير لن يسلم من أي حرف نطقته زلة لسانه، ليس على مستوى المضمون فحسب، ولكن حتى بخصوص الهفوات التعبيرية والنحوية. وفي هذا الاتجاه، لم يتأخر بعض العارفين بقواعد اللغة العربية في الإشارة إلى زخم الأخطاء التي وقع فيها من يتظاهر بخصلة التمكن والدراية، في حين، كما جاء في أحد الإشارات، لو كتب تلميذ يجتاز الموحد الإعدادي ما كتبه منصور لكان مآله الرسوب في الامتحان، لأن تلميذا لا يفرق بين الفعل المضارع المرفوع والمنصوب لا يستحق عندنا في مغرب العلم والحضارة المتجذرة في التاريخ أن ينتقل من الإعدادي إلى الثانوي، فأحرى أن يكون صحفيا يقابل فطاحل العلماء وكبار الساسة ورجال الفكر، مضيفة بأنه ومن تتبع بعض الحوارات التي يجريها الصحفي منصور مع أعلام أفذاذ في العالم العربي كان الاعتقاد بأن الرجل يتمتع بمستوى طيب من المعرفة اللغوية والثقافة العربية، حتى صدر منه ما نشر له في الموقع الإلكتروني لحزب العدالة والتنمية بزهو وافتخار رغم أن المفروض فيه أن يكون أحرص على حماية شرف المغاربة وأعراضهم.

وتقول الملاحظات بأن أحمد منصور قال في الفقرة الثانية ".. والمرتزقة الذين ينهبون أموال الشعب ويسرقون مقدراته وينسجوا قصصا من وهم خيالهم"، لهذا يبقى التساؤل حول أي سند اعتمد عليه حتى  ينصب أو يجزم فعل "ينسجوا"، ألم يحضر حصة المعطوف والمعطوف عليه عندما كان أسياده يتلقونها. إن فعل "ينسجوا" معطوف على "ينهبون.. ويسرقون"، ومن ثم فالصواب أن يقول "وينسجون".

وقال أيضا في نفس الفقرة، يستطرد صاحب القلم الأحمر، "بينما الزنا وارتكاب الفواحش بهن فضيلة تنشرونها وسلوكا تمارسوه وتروجون له" فعلام نصب هذا الجاهل أو جزم فعل "تمارسوه"، وقد جاء بين فعلين مرفوعين بثبوت النون؟. ليتساءل ساخرا: "أليس في قناة الجزيرة أستاذ للغة العربية وقواعدها من يعلمك متى يكون الفعل المضارع منصوبا أو مجزوما، فتحذف نونه".

ولم يكتف الملاحظ بهذا، بل زاد بأن منصور كتب في السطر الأول من الفقرة التي بعدها "الزود". مستفسرا إياه "ما معنى "الزود" يا أعجم، إنها بالذال وليست بالزاي. وإذا أردت أن تعرف معنى "المزود" في الدارجة المغربية، فاسأل عنه بعض أمثالك وخلانك المندسين في حزب العدالة والتنمية، وليس فيهم شعرة حرة أبية تغار على أعراض المغاربة وتصون كرامتهم، فحولوا ذلك الحزب إلى ولد عاق وناكر لجميل المغاربة الذين صوتوا عليه وجعلوه على رأس حكومتهم".

ثم قال في الفقرة ذاتها، بحسب الأستاذ، "أما الفاسدون المفسدون المرجفون ناشروا الرذيلة والفواحش..". ليسأل مرة أخرى منصور عن "ماهي وظيفة تلك الألف التي زدتها في "ناشروا".. إنك أعجز من أن تعرف وظيفتها ولا أين تكون وأين لا تكون"، فوظيفة تلك الألف، يفسر، هي أنها  وسيلة ومقياس للتمييز بين الذي يعرف اللغة العربية، ويكتب بها طبقا لقواعدها المضبوطة التي رسخها القرآن الكريم، وبين الحمار الذي ينهق بلغة يعتقد أنها لغة عربية، وما هي كذلك.