مع بدايات شهر غشت 2025، امتلأ كورنيش أكادير بالعائلات المقبلة من الداخل والخارج، بينما توزّعت مدارس ركوب الأمواج بين تغازوت وأورير، وصارت معها شواطئ شمال أكاير من أورير مرورا بتمراغت وإيمواران وتغازوت إلى "إمي ودار" و"أغروض" خيارا هادئا" لمن يريد البحر بلا صخب.
في الخلفية أرقامٌ مطمئنة نسبيّا، حيث أن تدفق السياح على محطة أكادير السياحية تجاوز كل التوقيعات بما يفوق مليون نصف سائح، نسب الملء تجاوزت 90 بالمائة في الفنادق بأسعار تتفاوت ما بين 700 إلى 3700 درهما، ومعها الشقق والإقامات المفروشة التي ظلت ملاذ الأسر والعائلات بأسعار تتراوح ما بين 300 إلى 1200 درهما لليلة الواحدة.
صوت "المطعمي".. هامش ربح يذوب بين السمك والغاز
في سوق السمك وحول المارينا، يشتكي أصحاب المطاعم من "تكلفة الاستمرارية" مع صيف 2025 أكثر من صدمة الأسعار. يقول لحسن بوهتو، وهو بائع أسماك: سمك اليوم يرتفع وينخفض، وكلفة الغاز والخبز والخضرة تضغط على الهامش، نرفع بين خمسة وعشرة دراهم في بعض الأطباق ونُبقي قوائم الغذاء الشعبية كما هي كي لا نفقد الزبون المحلي، فيما يؤكد مصطفة أحلاكا بائع أسماك في حي أنزا الشعبي على مقربة من كورنيش "الديناصور"، "الأسعار كما هي لم تتغير رغم تغير الفصول ورغم ارتفاع الإقبال وضغط الطلبات. طابق مختلط بسعر 60 درهما، وطابق "بايلا" بنفس الثمن، الأهم عندنا ثقة الزبون. وهذا ما هو مفتقد في كثير من المواقع التي يلفح الزبون بأسعارها، حيث يستغل البعض مناسبة الصيف، فيما نحن نراهن على طول العام، ومطعمنا تلجه كل الطبقات.
صوت "الفندقي".. نسبة ملء جيدة وتفاوت واسع في الأسعار
عدد من المعطيات التي استقت آراءها "أنفاس بريس" من مهنيي القطاع الفندقي بوجهة أكادير السياحية يلخّصون الصورة في جملة: الطلب قوي، والسعر يعتمد على القرب من الموجة". ففي تغازوت مثلا، عروض المبيت تبدأ من بيوت وشقق واستضافاتٍ للشباب بأسعار تتراوح ما بين 700 درهما إلى 3700 درهما لليلة الواحدة..أنتا وجهدك وجيبك والموقع والخدمات التي تفضل أن تريحك وتستفيد منها.
هذا التوجه، يؤكده محمد بوهريست، رئيس الجماعة الترابية لتغاوزت، في تصريح لـ"أنفاس بريس" بقوله: تغازوت صارت ماركة عالمية بفضل موقعها وجاذبيتها وخدماتها، أسعار الصيف مرتبطة بالعرض والطلب، وهي ملاذ لكل الطبقات من المغاربة والسياح ومغاربة العالم، غير أننا لا يمكن أن ننكر أن الأسعار مرتفعة شيئا ما عن غير فصول السنة. وهذا شيء عادي بالنظر لكون ميزان العرض والطلب غير متكافئ"
وعلى الرغم من طول الشريط الساحلي، شمال في اتجاه الصويرة، غير أن الأسعار لم تنخفض قطّ، إذ لم يكن منتجع "إمي ودار" شمالا، أقل من إيموران وأكادير وتغازوت، خيار الإقامات الساحلية والشقق المفروشة ضروري لكل راغب في قضاء صيف يجمع بين رياضات الجبل والرمال والبحر والركمجة. الأسعار، وفق إفادة حسن بابا، وهو فاعل مهني في المجال السياحي بالمنطقة، تتراوح بين 700 درهما للشقق المفروشة إلى 1700 للفيلات بمسبح. الطلب مرتفع والزبناء متنوعون وكثر من داخل المغرب ومغاربة العالم والسياح أيضا. وهذا أمر مثير، خاصة وأننا نعيش صيفا تدفق فيه السياح المغاربة والأجانب على السواء. الأسعار التي تبدو مرتفعة لكن الفاتورة تختلف جذريا.فهي عادية في فصل الصيف، حيث تنامي الإقبال على الخدمات الصيفية، شأن ذلك شأن الفنادق والإقامات على محدوديتها في "إمي ودار"، يشرح حسن بابا.
صوت "السائح".. أين يُصرف الدرهم؟
على طول شواطئ شمال أكادير، الكراسي والمظلات اليومية ما تزال بسعر، يشكو منه المواطن، ويراها المهنيون أنها في المتناول. يشرح فيصل أتبير، وهو ممثل شركة في إيموران لـ"أنفاس بريس" بقوله: 40 درهما لكرسي و 30 دهما لمظلة شمسية. وهذا ثمن معقول ومقبول أمام كلفة الكراء ودفتر التحملات الذي يجبرها على تقديم خدمات متنوعة للسائح أيّا كانت جنسيته أو موطنه، داخل المغرب وخارجه، علما بأننا استثمرنا في الموقع تجهيزات وأهلنا ممرات، ويتم تنظيف المكان على الدوام، ومجهز بالويفي".
.jpeg)
أكادير المدينة...كيف تُقلّص الفاتورة؟
في المدينة نفسها، وفرة المطاعم خارج الخطّ الأول للكورنيش تمنح خيارات متنوعة، و"سوق الأحد" يتيح تموينا منزليا لمن يقيم في شقة مفروشة. الفكرة التي يكرّرها الزوار: ابتعد شارعين عن البحر تنخفض الأسعار تلقائيا"، خصوصا في وجبات السمك واللحوم والحلويات، وهو ما تعكسه تقارير السفر الأوروبية مؤخرا التي تصف أكادير كوجهة شاطئية "ميسورة نسبيّا" ضمن رزم الطيران منخفض التكلفة، مع مروحة إقامات تبدأ من الفنادق المتوسطة حتى المنتجعات. هذا المزاج ينسحب شمالا نحو تغازوت وأورير.
الفاتورة غلاءٌ انتقائي أم أسعار في المتناول؟
يرى عدد من المهنيين، الذين استقت آراءهم "أنفاس بريس"، أن كلفة وأسعار الإيواء متدرّج جدًا؛ من بيوت ضيافة وشقق اقتصادية في تغازوت، وأورير، وإمي ودار إلى منتجعات خمس نجوم. هذا يسمح بضبط الميزانية أكثر من مدن سياحية مكتظة مشابهة، فيما الأكل ما تزال أسعاره في المتناول، فالوجبات الشعبية والبعيدة عن الواجهة لا تزال معقولة، لكن هذا لا يعفي أن الضغط يظهر في المطاعم المطلة على البحر والخيارات الراقية، كلها ويجيبو واختياراتو، يشرح منهيون.
