في إحدى الأزقة المتفرعة عن شارع أنفا بالدار البيضاء، اتخذت سيارة الأمن، مكانها بالقرب من الفندق الذي يحتضن الجمع العام لفريق الرجاء البيضاوي، مساء هذا اليوم الاربعاء، فاتح يوليوز الجاري، وهي تحمل على متنها عناصر امنية بلباسها الرسمي، أما بالمدخل الرسمي للفندق فقد تم نصب ممر للأمن الخاص يضم أكثر من 30 عنصرا، من أشخاص "غلاظ أشداء" يتوزعون على أربع حواجز أمنية من الباب المخصص للدخول الى مدخل القاعة، مرورا بالسلاليم والممر الداخلي للفندق، حيث خصص ستة عناصر لتأمين القاعة المحتضنة لبرلمان الرجاء، والتي كانت منقسمة لشطرين منصة المكتب المسير، أمامه مباشرة، فضاء خاص بالمنخرطين، ويليهم فضاء للصحافيين الرياضيين، بعد أن تم "فرزهم" عبر الحواجز المذكورة..
الساعة تشير إلى 22:45، محمد بودريقة، الرئيس الرجاوي، يلج القاعة مرتديا جلبابا تقليديا تكسر خطوطا خضراء بياضه، وكأنه ضمن اللباس الرسمي للفريق الأخضر، حرص بودريقة على مصافحة جميع المنخرطين وسط عدسات المصورين، وبابتسامة خاطب الزملاء المصورين، "حافظوا على التقاط الصور، باقي مابديناش"..
وبعد التأكد من اكتمال النصاب القانوني لحضور الأعضاء المنخرطين، ممثلا في 52 منخرطا من أصل 76 منخرطا، تحدث بودريقة في كلمة افتتاحية عن خيبة أمل في النتائج التي حصل عليها الفريق الأخضر، معتبرا إياها كارثية "ومع ذلك نأمل في أن يكون المستقبل أحسن"، ليختم كلمته باضطراب في تلاوة الآية القرآنية "إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت، وما توفيقي إلا بالله"..
وقبل تلاوة التقرير الأدبي (58 صفحة)، وقع شنآن بين اللجنة التنظيمية والمصورين، هددوا بانسحابهم من الجمع العام، بعد أن تعرضوا لما اعتبروه مضايقات في التقاط الصور من قبل بعض عناصر الأمن الخاص، قبل أن يتدخل الزميل محمد بلعودي المكلف بالصحافة والإعلام في النادي بتهدئة الأوضاع وإرجاع المياه لمجاريها.. ومما سجله التقرير الأدبي، أن "بيت الرجاء أنصع من زجاج ولا أقفال لرفوف مكاتبه.. فبقدر ماكانت النتائج خلال الموسمين الماضيين متواضعة، فإن نتائج الموسم الحالي كانت مخيبة، وهذا من سنة العمل الرياضي.. ومع ذلك لانبحث عن شماعة نعلق عليها أسباب خيبة النتائج التقنية..
وحاولنا أن نفكر بصمت دون ضعف وبمسؤولية دون إخفاء الواقع.." اما بالنسبة للتقرير المالي فقد تمت تلاوة فصوله من حيث العائدات والتكاليف وما خلفه من عجز ملحوظ، سبق لموقع "أنفاس بريس"، نشر خطوطه العريضة، وهو ما أكده الخبير المحاسباتي للفريق الأخضر.. بعد ذلك تم فتح لائحة للنقاش، حيث سجل المنخرط خالد غليمي الملقب ب"بيطا"، انسحابه من عضوية الانخراط من الفريق الأخضر بعد أن أورد عددا من الملاحظات المنتقدة لأداء المكتب المسير برئاسة بودريقة، معتبرا إياه "بخر آمال فتح انخراطات جديدة"، مسجلا تراجع عددهم بالقول "لايشرفنا كفريق كبير أن لايتعدى عدد المنخرطين 62 فردا، هذا فضلا عن تراجع أداء الفريق، نتيجة أخطاء في الانتدابات".. هي إذن مداخلة كانت الأولى وحملت استقالة صاحبها مما ينذر بأن برلمان الرجاء بقيادة بودريقة، قد يحمل العديد من المفاجآت في مسار الفريق الأخضر.