يعجز كثير ممن يعيشون في الولايات المتحدة عن تمييز حجم العنصرية التي لا تزال قائمة في هذه الدولة، بل تفوق كثيراً من جوانب الحياة الأخرى. ومثلما تظهر دراسات كثيرة، يقيم الأميركيون البيض غالباً بمعزل عن وقائع العنصرية، وينحصرون ضمن مجتمعات وشبكات اجتماعية متجانسة.
ولكن إذا كانت لدى أحد شكوك بشأن ما إذا كانت العنصرية لا تزال موجودة داخل الولايات المتحدة، فإن مشاهدة تسجيل فيديو مدته ثلاث دقائق أعدته شركة «بريف نيو للأفلام»، التي تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، والمتخصصة في إعداد الأفلام المحفزة للأنشطة السياسية، ستزيل أي شكوك. ويحصي الفيديو ثمانية أسباب تؤكد أن العنصرية لا تزال موجودة في الواقع الأميركي، معتمداً على أبحاث أجرتها جامعة «يل»، والاتحاد الأميركي للحريات المدنية ودورية «نيوإنجلاند الطبية»، من بين دراسات أخرى. وفيما يلي هذه الأسباب:
- الأسماء التي يبدو أصحابها سود تكون احتمالية الاتصال بهم من قبل الأشخاص الذين يراجعون طلبات الوظائف أقل بنسبة 50 في المائة. وفي دراسة أجريت عام 2002، أرسل «ماريان بيرتراند» و«سينديل مولايناثان» من جامعة «شيكاغو» آلاف طلبات الوظائف المتماثلة باستثناء الأسماء إلى مراجعين. واكتشفوا أن الطلبات التي يبدو أن أصحابها من ذوي البشرة البيضاء مثل «إيميلي» و«بريندان» كان من المرجح أن تتلقى رداً بصورة أكبر من سير ذاتية مماثلة لأسماء يبدو أصحابها سود البشرة مثل «لاكيشا» و"جمال".
- ويتم تحصيل مبالغ أكثر بنحو 700 دولار من الأشخاص السود عند شراء سيارات. وتوصلت دراسة أجراها «إيان آيريز» و«بيتر سيجيلمان» من «كلية القانون في جامعة يل» أن التجار عرضوا أسعاراً للبيض أقل من السود والنساء، على الرغم من أن كل المشترين استخدموا نموذجاً مماثلاً للتفاوض.
- تبلغ نسبة احتمال سحب سيارات السائقين السود ضعف نظرائهم البيض، وتشير دراسات كثيرة، من بينها دراسة في عام 1999 أجراها «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية». ويُظهر تحليل سجلات «مكتب التحقيقات الفيدرالية»، الذي أجرته صحيفة «يو إس إيه توداي» العام الماضي، وجود فجوة عنصرية كبيرة في عمليات التوقيف والاعتقال من قبل الشرطة.
- ويتم عرض منازل للبيع بنسبة تقل 17.7٪ على العملاء السود، وتؤكد دراسة أجريت عام 2012 حول التمييز في السكن من قبل وزارة الإسكان الفيدرالية والتطوير العمراني أن مشتري المنازل السود، الذين يتصل بهم وكلاء بشأن إعلانات منازل معروضة للبيع مؤخراً علموا بتوافر منازل أقل بنسبة 17٪ من البيض المؤهلين بشكل متساوٍ، وعرض عليهم منازل أقل بنسبة 17.7٪، بينما علم مشترو المنازل الآسيويون عن منازل متوافرة بنسبة 15.5 في المائة أقل، وعرض عليهم منازل أقل بنسبة 18.8٪.
- ويكون توقيف السود بسبب تعاطي الماريجونا أكثر ترجيحاً بكثير. وكشفت دراسة أجراها «الاتحاد الأميركي للحريات المدنية» في عام 2013 أنه في حين تتساوى معدلات تعاطي الماريجونا بين السود والبيض، إلا أن احتمالات اعتقال السود بسببها تزيد بمعدل 3.7 ضعف البيض.
- يتعرض عدد من السود للسجن بمعدل يتجاوز ستة أضعاف البيض تقريباً. وتؤكد دراسة أعدها «مارك ماوير» و«ريان كينج» أن معدلات سجن الشباب السود لا تصدق، وأوضحا أنه "إذا استمرت المعدلات الحالية، فإن واحداً من كل ثلاثة ذكور سود يولدون اليوم من المتوقع أن يقضي فترة في السجن أثناء حياته".
(المصدر: "الاتحاد" الإماراتية)