يقف الرئيس المصري المعزول المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في قفص الاتهام اليوم الثلاثاء منتظرا أن يعلن القاضي مصيره بعد ثلاث سنوات من إعلانهأول رئيس للبلاد في انتخابات حرة.
ومهدت الإطاحة بحسني مبارك من السلطة في 2011 الطريق أمام جماعة الإخوان المسلمين لحكم أكبر دولة من حيث عدد السكان في العالم العربي، وهو أمر لم يكن لأحد أن يتصوره منذ عقود.
والرجل الذي عينه مرسي قائدا للجيش عبد الفتاح السيسي عزله في 2013 بعد احتجاجات حاشدة على حكمه، ثم شن حملة صارمة على الإسلاميين.
ثم وضعت أجهزة الدولة في مصر -وزارة الداخلية وأجهزة المخابرات والجيش- الإخوان المسلمين في موقف دفاعي مرة أخرى.
وسوف تقرر المحكمة اليوم الثلاثاء ما إذا كان مرسي مذنبا بالتحريض على قتل المتظاهرين خلال احتجاجات في عام 2012. وقد تؤدي التهمة إلى عقوبة الإعدام، لكن عملية الإعدام قد تحول مرسي إلى شهيد وتثير جرأة الإسلاميين.
ويقول مرسي إنه عازم على دحر ما يسميه "الانقلاب العسكري".
وفي حين أصبح مرسي أقل أهمية بكثير حتى داخل جماعة الإخوان المسلمين، خاض السيسي الانتخابات وأصبح رئيسا للبلاد وفاز بتأييد كثير من المصريين الذين تغاضوا عن اتهامات واسعة النطاق بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان من أجل الاستقرار.
ورفضت القوى الغربية الداعية إلى الديمقراطية استخدام نفوذها ضد السيسي بعدما تولى السلطة.
ويقول السيسي إن الإخوان المسلمين جزء من شبكة إرهابية تشكل تهديدا كبيرا على العالم العربي والغربي.لكن جماعة الإخوان المسلمين تقول إنها حركة سلمية ستعود إلى السلطة من خلال سلطة الشعب على الرغم من تراجع الاحتجاجات المؤيدة لها إلى حد كبير.
وكان مرسي الذي صعد في صفوف جماعة الإخوان قبل الفوز بالرئاسة في عام 2012 شخصا مثيرا للاستقطاب خلال عام مضطرب في السلطة.
وأدت سياساته إلى نفور المصريين العلمانيين والليبراليين الذين كانوا يخشون أن جماعة الإخوان المسلمين تسيء استغلال السلطة.
واندلعت الاحتجاجات في نهاية عام 2012 بعدما أصدر مرسي إعلانا دستوريا يوسع سلطاته الرئاسية، وهي خطوة يقول أنصاره إنها كانت ضرورية لمنع السلطة القضائية -التي لا تزال تضم كثيرين ممن عينوا في عهد مبارك- من عرقلة الانتقال السياسي الهش.
وأدت الاحتجاجات إلى سقوط قتلى في صفوف المتظاهرين.ويقول الادعاء إن مرسي وقيادات جماعة الإخوان حرضوا على العنف ومن ثم يتحملون مسؤولية سفك الدماء. وينفي مرسي والمتهمون الآخرون هذه الاتهامات.
وتجاوزت جماعة الإخوان المسلمين في السابق حملات قمع عديدة وتمكنت من حشد التأييد من خلال شبكة مؤسساتها الخيرية.