تعرف جمهور واسع من النرويجيين والجاليات العربية على دور المرشدات الدينيات في المغرب من خلال مشاهدة الفيلم الوثائقي "نداء الدار البيضاء" الذي يبرز دورهن المتميز في الحقل الديني.
وتم بالعاصمة النرويجية أوسلو عرض هذا الفيلم الوثائقي الذي يتطرق لعمل المرشدات الدينيات بالمغرب، وذلك ضمن برمجة الدورة الخامسة لأيام الفيلم العربي المقامة حاليا بأوسلو التي اختتمت أمس الأحد (من 16 إلى 19 أبريل الجاري).
ويعرض هذا الفيلم (نداء الدار البيضاء) لأول مرة في النرويج التي تحتضن منذ خمس سنوات أيام الفيلم العربي الذي يستقطب جمهورا من النرويجيين والجاليات العربية والإسلامية المقيمة في هذا البلد الإسكندنافي.
وأشار مدير أيام الفيلم العربي بأوسلو، كريستيان كينت، أن هذا الفيلم الوثائقي يبرز بشكل جلي وواضح الدور الذي تضطلع به المرشدات الدينيات في توعية النساء وإعطائهن النصائح التي تساهم في حل العديد من المشاكل التي تعترضهن في حياتهن.
واعتبر كريستيان كينت أن هذا الفيلم، الذي أنجزته البريطانية روزا روجرز بإنتاج مشترك مع المغربية مريم عدو، يتسم بالجودة من الناحية الفنية ويوضح كيف يمكن أن يقوم الدين الإسلامي بدور إيجابي في المجتمع. مبرزا أن الأفلام السينمائية والوثائقية على العموم تلعب دورا جد أساسي في إعطاء صورة عن المجتمع رغم بعد المسافة الجغرافية مع الآخر.
وأشار كينت إلى أنه من خلال مشاهدة الأفلام المغربية يتم التعرف على واقع المغرب، ما يحفز العديد من المشاهدين على زيارة المغرب والاطلاع على واقعه الاجتماعي والاقتصادي والثقافي عن قرب.
واعتبرت ورقة تقديمية للمهرجان حول هذا الفيلم، أن عمل هؤلاء النساء في المساجد والمدارس والسجون، سواء في المناطق الحضرية أو القروية، يعد ثورة صامتة تساهم فيها العديد من النساء. مؤكدة (الورقة) أنه منذ سنة 2006 تعبأت مئات المرشدات الدينيات من أجل تفسير الإسلام والتوعية برسالته والحث على المساهمة في التنمية المحلية.
ويبرز موضوع الفيلم العناية التي يوليها المغرب للحقل الديني وخاصة مساهمة النساء في التأطير الديني والاعتدال في السلوك والتدين، واختيار المغرب لمواجهة التطرف الديني من خلال المرشدات الدينيات اللواتي يقمن بدور هام في هذا المجال.
ويتتبع الفيلم حالات مرشدات دينيات يسافرن إلى العديد من المناطق لتعليم وتوعية الفتيات والنساء من جميع الأعمار حول المواضيع التي تهم حياتهن، خاصة تلك المتعلقة بالعنف ضد المرأة، والاستغلال الاقتصادي للمرأة.