“المسرح يمكنه أن يعالج القضايا من خلال عرضها على خشبته، ومنها قضية التطرف الديني والإرهاب...كما أن طبيعة المسرح كفن إنساني خالص عابر للتصفيات الدينية والعرقية والطائفية، له قدرة واسعة على تحجيم التطرف والإرهاب لو مورس ضمن سياقه الطبيعي والمفترض، في إعطاء مساحة حرة دون قيود ليمارس دوره الحقيقي في مجتمعه”.، هذا ما قاله عبد الكريم برشيد المخرج المسرحي الاحتفالي في حديقه مع (العرب) اللندنية، و أكد برشيد أن العالم بحاجة إلى انبعاث حركة مسرحية، وثورة مسرحية جديدة،لأن المسرح طوق نجاة من التشدد الفكري، بحيث له القدرة على تنوير العقول والوصول إلى حالة من الاتزان الفكري والوجداني لقطاع كبير من الناس، في عالم تتوسع فيه رقعة الحروب الطائفية، والنزعات المتشددة التي لا تؤمن بالاختلاف، في حين تنحسر فيه موجة الدعوة إلى الحوار والتسامح.
ولفت برشيد، الذي كان ضيف شرف على فعاليات المهرجان الدولي للمسرح في دورته الثانية، مدينة القصر الكبير، والتي اختتمت الأربعاء 31 مارس الماضي، إلى أن الشباب العربي يشعر بنوع من الغبن لأنه مهمش من الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، داعيا كل المسرحيين العرب إلى تفعيل دور هؤلاء الشباب على خشبة المسرح للتعبير عن آرائهم، واكتشاف أنفسهم من جديد وأن يرفعوا أصواتهم ليعبروا عن آلامهم وضجرهم من الواقع، وإلاّ فإنهم سيجدون البديل في التطرف، والمسرح أهل للقيام بهذه الأدوار.
واعتبر المسرحي المغربي، أن المسرح هو الحاضن لكل شرائح المجتمع، يلتقطون فيه رسالة المسرح الهادفة، ليشاهدوا ذواتهم تتحرك على خشبة المسرح فيتطهرون من كل سلوكياتهم السلبية، مشددا على ضرورة النهوض بـ”أب الفنون” لمواجهة التعصب والتطرف الديني.
ويرى برشيد، أن المسرح اليوم أصبح أداة ضرورية لخلاصنا من التشدد والتطرف و إخراجنا من دائرة العنف والتقتيل والترهيب، الذي تعيش على وقعه العديد من الدول العربية.
العرب