كشف أحمد البنا الطبيب الخاص للنجم المصري الراحل أحمد زكي عن تفاصيل خاصة بمرضه لأول مرة، في الذكرى العاشرة لوفاة النمر الأسود. البنا أكد أن أحمد زكي كان يشعر بخوف شديد تجاه المرض، حتى ولو نزلات برد بسيطة، وقال: «كان يشعر بخوف شديد من المرض، حتى إن كانت أدوار برد عابرة، وأذكر أنه أصيب بحمى وارتفعت درجة حرارته، فأصر على إقامتي معه في الفندق، رغم أن الحالة لا تستدعي وجود طبيب معه، إلا أن أي عرض مرضي مهما كانت درجة بساطته كان يشعره بالقلق الشديد ويضطرب معه، وكان فوضوياً في التعامل مع مواعيد أكله ولا يتبع نظاماً غذائياً صحياً محدداً، مواقف مرضه جميعها كانت لحظات ضعف بالنسبة له، وكان دائم يرفض الظهور أمام الناس بمظهر الضعيف».
إعلام زكي بإصابته بمرض السرطان كانت من أصعب المواقف على البنا الذي كشف تفاصيل هذا الموقف قائلاً: «اخترعت مصطلح «خلايا نشطة» لأتجنب إبلاغه بإصابته بالسرطان بشكل مباشر، حتى لا يشعر بالخوف، وقمت بتبسيط موضوع المرض والعلاج وأساليبه، فكان رد فعله عنيفاً، وقال: «دى جاتلى منين.. إيه المصيبة اللى أنا فيها دى»، وفى وقتها كان يعاني من مياه شديدة على الرئة بدأ يشفي منها وارتاح فخفت الأعراض التي كان يعانيها، فخف عبء المرض مع عبء المعرفة، وبعد عودتنا من فرنسا كانت حالته العامة جيدة فطالبته بالبدء في تصوير «حليم» ليعلي ذلك روحه المعنوية ويشغله عن المرض، ولكن تأخر التصوير لمدة 6 أشهر جعل المرض يشتد عليه».
زكي في الآونة الأخيرة من مرضه أصيب بفقدان جزئي في البصر، ولكنه أخفى عن الجميع ذلك، وقد أوضح البنا تفاصيل حالته حينذاك بقوله: «عندما بدأ المرض ينتشر في أماكن أخرى كالكبد والمخ، عانى أحمد زكي من فقدان جزئي في البصر، بعد أن ضغط الورم على أجزاء من عصب البصر، وجعل مجال الرؤية غير كامل، فكان لا يرى الصورة كاملة عند الحواف، فمن يتحدث معه يجب أن يقف أمامه مباشرة ليراه، وكان يداري الأمر على من حوله، ولم يظهر لهم ذلك».
وفي الوقت الذي أتفق فيه النمر الأسود مع الإعلامي المصري عماد الدين أديب على تسجيل مذكراته مقابل مبلغ ضخم من خلال برنامج يتحدث فيه عن مراحل حياته الفنية المختلفة، عبر تسجيل 4 أو 5 حوارات كل حوار مدته ساعتان ليعرض في برنامج 20 حلقة، مع تضمين عدد من المشاهد السينمائية بإنتاج ضخم، تراجع أحمد زكي بعد تحضير غرفة في المستشفى وإجراءات طبية صارمة للعناية بحالة الراحل خلال العمل، وحينها قال زكي: «هو إنتوا بتنعوني قبل ما أموت» متحجاً بالإجهاد والمرض.