الاثنين 13 مايو 2024
سياسة

سفير الجزائر بجنيف: نحن لانسرق المساعدات ولكن نقايضها ب "رانج روفر" !

سفير الجزائر بجنيف: نحن لانسرق المساعدات ولكن نقايضها ب "رانج روفر" !

"من قال لكم أننا نسرق المساعدات المخصصة لسكان المخيمات بتندوف؟ من أوهمكم أننا نحول الأموال المرصودة من المانحين الدوليين للإثراء اللامشروع؟ من ذا الذي أخبركم أن قادة البوليزاريو يتلاعبون بالمواد الغذائية الموجهة لساكنة المخيمات؟

أنا بوجمعة الدلمي، باسم الحكومة الجزائرية، أكذب هذه الأخبار الفاسقة والمغلوطة. وبالمقابل أؤكد لكم أننا نحن نحترم عادات الصحراويين الذين لايأكلون الأرز والدقيق والحليب ونسمح لهم بمقايضة هذه المواد بسلع أخرى!".

هكذا تكلم السفير الجزائري، بوجمعة الدلمي، لدى الأمم المتحدة بجنيف يوم 18 مارس 2015  لتبرير الاتهامات الموجهة للجزائر والبوليزاريو بتحويل المساعدات المخصصة أصلا لسكان المخيمات بتندوف. السفير الجزائري كان يعي أن الورشة الخاصة بالنشاط الموازي، الذي نظمته جمعية "الوكالة الدولية للتنمية" AID FEDERATION بالقاعة 27 بمجلس حقوق الإنسان بجنيف، حول تقرير "أولاف" ( المكتب الأوربي لمكافحة الغش) الخاص بفضيحة تهريب المساعدات الدولية المخصصة للمخيمات، ستكون فرصة لإبراز مسارات التهريب، مما جعله يحرص على الحضور شخصيا للقاعة وتابع النقاش لمدة ساعتين كانتا مناسبة للمتدخلين من أوربا والصحراويين العائدين من المخيمات، ليبسطوا بالدليل الوضع المزري الذي تعيشه ساكنة المخيمات.

حرص السفير الجزائري على الحضور الشخصي لنشاط جمعوي اعتبره مراقبون قرينة على انزعاج الجزائر من إثارة التقرير الأوروبي "أولاف"، وهو ما أوقعه في فخ التعليقات الساخرة حينما رد على المحامي البلجيكي "ستيفان رودريغيز" بالقول أن الجزائر والبوليزاريو لايسرقان المساعدات بل هناك "مقايضة". مصدر السخرية راجع لما صرح به بوجمعة الدلمي من أن الصحراويين "لايأكلون الأرز والحليب والدقيق"!، إذ انفجرت القاعة بالاستهزاء بالنظر إلى كون الحضور تضمن نسبة هامة من الصحراويين الذين أفحموه في العادات الغذائية لأهل الصحراء. لدرجة أن متدخلين قالوا له: "هل تنكر أيها السفير أن أطنانا من المساعدات المهربة تقايض ب "رانج روفر" لمسؤولين بالبوليزاريو والجزائر؟". بل إن حمادة لبويهي، أحد العائدين الذي كان يشرف على اصطحاب الشاحنات المحملة بالمساعدات الدولية من ميناء وهران إلى تندوف، تحدى سفير الجزائر قائلا: " هل تنكر أن المساعدات تنقل في شاحنات مملوكة لجنيرال متقاعد؟ وهل تنكر أن 22 شاحنة أتت من ميناء وهران وكان مفروضا أن تنقل المساعدات الدولية إلى تندوف لكن لم تصل سوى 13 شاحنة في فبراير 2015، أي بعد صدور تقرير "أولاف" وهذا مجرد مثال؟

وللتذكير فالنشاط الموازي المذكور نظمته جمعية "الوكالة الدولية للتنمية" التي يديرها عبد الكبير الحقاوي. وشارك في التدخلات كلا من : المحامي الأروبي "ستيفان رودريغيز"، والفاعل الجمعوي العائد من المخيمات "بيات زيغم"، والحقوقي الموريتاني "محمد أشليشل كاتب عام منظمة "ذاكرة وعدالة"، وحمادة لبيهي أحد العائدين الذين كانوا شهودا على التهريب بالجزائر. وأدار اللقاء الياباني "هيساشي سايتو".