هل أرواح الصحفيين التونسيين اللذان قتلا على يد تنظيم " داعش " الإرهابي بليبيا رخيصة الى الحد الذي يجعل الوزير الأول التونسي مهدي جمعة يغمض عينيه عن ما ألم بالجسم الصحفي التونسي وحجز أقرب طائرة للمشاركة في المسيرة العالمية للتنديد بالإرهاب الذي استهدف مجلة " شارلي إيبدو " بباريس ؟
صحيح أن الإعتداء على صحيفة " شارلي إيبدو " هو عمل مدان ووحشي، لكن الأولى التنديد بعملية القتل الوحشي التي استهدفت الصحفي سفيان الشورابي ( صحفي ومدون ساهم في تغطية أحداث الثورة التونسية ) والمصور نذير القطاري، إذ التزمت السلطات التونسية الصمت حيال الحادث المفجع، في حين كان من المفترض – حسب بعض المراقبين بتونس- أن تتحرك الآلة الإعلامية والدبلوماسية الرسمية التونسية للتنديد بهذا العمل الإجرامي الذي يستهدف حرية التعبير والديمقراطية التونسية الناشئة. بعض المراقبين يرون أن التعاطي البراغماتي لرئيس الحكومة المؤقتة مهدي جمعة مع الأحداث في فرنسا مقابل إدارة ظهره لفاجعة قتل صحفيين تونسيين من طرف الفرع الليبي لتنظيم " داعش " يخفي ورائه المحاولات الحثيثة لمهدي جمعة للتقرب من فرنسا بعد التصدع الذي طبع علاقات البلدين بعد " ثورة الياسمين "، إذ يؤاخذ التونسيون على فرنسا تخاذلها في دعم الحراك التونسي الذي أدى الى الإطاحة بنظام بن علي، لكن رئيس الحكومة المؤقتة لم يصمد أمام الإغراءات والمصالح ، فاستغل الأحداث الجارية بفرنسا – يضيف المراقبون – إذ كان من الأجدر بمهدي جمعة التضامن مع الجسم الصحفي التونسي الذي استهدفته " داعش " منذ ثلاثة أيام وحشد أصوات الإدانة الدولية لقتل صحفيين تونسيين وعدم ترك هذه الجريمة الوحشية التي تعد انتهاكا صارخا للحق في الحياة والحق في التعبير تمر مرور الكرام.